دور النشر وتراثنا

هناك توجه ملحوظ في العقدين الأخيرين عند أهل الخليج العربي إلى دراسة تاريخهم وتراثهم، وكان عانى قبلها إهمالا غير مقصود. ومن ثمرات هذا الاهتمام ظهور الكثير من الكتب المتخصصة في تاريخ وتراث الخليج، سواء المؤلفة أو المحققة أو المترجمة. وفي ظل هذا الزخم من الإنتاج رأينا كتبا ضعيفة المستوى، وغير دقيقة، ولبعضها أهداف غير علمية، والله أعلم بالنوايا.
في ظل هذا الاهتمام والتوجه، تخصصت دور نشر في إصدار كتب تاريخية وتراثية، وأصدرت بعض دور النشر الجادة والتي تعمل باحتراف كتبا مهمة ومفيدة وعلمية، وفق أساليب النشر المعتمدة والسليمة، لكن هدف دور نشر أخرى تجاري بحت، ولذلك تستخدم هذه الدور التجارية كل الوسائل في سبيل الربح المادي بعيدا عن القيمة العلمية لإصدارتها، وبعيدا عن الحفاظ على حقوق المؤلفين والمحققين والمترجمين، بل إنها تلجأ أحيانا إلى نشر كتب بأسماء وهمية، والأخطر من ذلك ما يتم من تزوير وتحريف في بعض هذه الإصدارات، وأمام عيني عشرات الكتب كمثال على ما أقول.
من السهل نقد الظاهرة، ومن الصعب وضع حلول لعلاجها، لكني أظن أنه لو تم تقييم دور النشر، واختيار الدور الجيدة التي تعمل باحترافية ومهنية، ومن ثم تتعاون معها المؤسسات الثقافية الحكومية ووزارات الثقافة والإعلام، وتدعمها، فإن هذا سيؤدي إلى زيادة إنتاج هذه الدور، كما سيؤدي بطبيعة الحال إلى أن تغيِّر الدور السارقة والمحرِّفة من مسارها، وتغيِّر من سلوكها حتى تحظى بشيء من هذا الدعم. أظن ذلك أحد الحلول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي