سناب شات

إيفان شبيغل هو مخترع تطبيق سناب شات، الذي يستطيع من خلاله مستخدم التطبيق إرسال رسائل مصورة، وتسجيل لقطات فيديو، وإرسالها إلى قائمة من المتلقين، كما يتيح هذا التطبيق عرض هذه اللقطات في مهلة زمنية من ثانية واحدة إلى عشر ثوان، هذا التطبيق الحديث انضم إلى أشقائه من التطبيقات الأخرى كالواتساب والإنستغرام وتم تطويعه لإشباع الأنانية وحب الذات في داخل إنسان هذا العصر المزيف، فأصبح الناس يتسابقون إلى تصوير مناسباتهم الخاصة وحفلاتهم الباذخة ويومياتهم شديدة الخصوصية، حتى أصبح بإمكان أي شخص بينه وبين أقاربه قطيعة أن يعرف أدق تفاصيل يومهم من خلال هذا التطبيق وغيره. وتحولت حياة حتى الأشخاص العاديين إلى "مهرجان" للتصوير والعرض على هذه التطبيقات، فأصبح من المعتاد حاليا قبل أن تقول للضيوف "اقلطوا" أن تصور وبأدق الزوايا كل الأصناف التي وضعتها لهم وتنزلها على هذه التطبيقات، وبذلك بات المتابعون يعرفون أصناف الأكلات التي ستضعها لضيوفك قبل أن يعرفها الضيوف أنفسهم!
تقول إحداهن حين أردنا أن نخطب لشقيقي بدأنا في إطلاعه على حسابات الإنستغرام والواتس للفتيات المرشحات، ليتعرف من قرب على شخصية الفتاة التي سيختارها، وبعد مرحلة طويلة من المشاورات قال لنا بالحرف الواحد "ابحثوا لي عن زوجة ليس لديها أي حساب على الإنستغرام أو السناب، فأنا أريد أمّا لأطفالي لا مصورة محترفة تبعثر أجمل أوقات حياتنا في تصوير يومياتنا وعرضها أمام الآخرين!".
كثير من النساء يعانين الازدواجية في التفكير فأصبح من الطبيعي أن ترى إحداهن "ترتعد" من العين والحسد وتنسب إليهما كل كارثة تحدث في علاقتها بزوجها وأبنائها، وإذا ما زارها أحد تحاول إخفاء كل شيء جديد وجميل في بيتها، وفي الوقت نفسه تقوم من خلال هذه التطبيقات بتصوير واستعراض سفرياتها وطلعاتها وأكلها وشربها في المطاعم وزوايا منزلها الرومانسية حتى - أكرمكم الله - صور قدميها بعد أن عملت جلسة مناكير وبديكير!!
ما يحدث حاليا من اللهاث وراء هذه الاستعراضات التافهة أصبح يسهم بشكل فعال في صناعة التفكير السطحي للمجتمع، وهذا ما نعيشه، فكثير من مشاهير الإنستغرام والسناب - مع الأسف - ارتفعت أسهمهم المادية من جيوب المغفلين، وأصبح الإعلام يخطب رغم عدم إسهامهم بما يرتقي بمجتمعهم فكريا وأدبيا وثقافيا وأخلاقيا..!
لو قمنا بتسخير هذه التطبيقات لنشر العلم والمعرفة والخدمة المجتمعية وتطوير الذات وغرس الأخلاق الراقية لأدركنا حقا الأجر العظيم والفائدة الحقيقية.

وخزة
يوما ما سيدرك الكثيرون أن التكنولوجيا سلبت منا أشياء كثيرة لا تعوضها الصور الاستعراضية الباهتة، مهما كانت فاخرة ..!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي