كوخ العم توم
هي رواية تدور أحداثها حول مفهوم الرق والعنصرية والاضطهاد الذي كان يعانيه الزنوج في أمريكا بسبب لون بشرتهم السوداء، بطل الرواية أجير زنجي يدعى “توم” يتصف بالتفاني والوفاء والأمانة، يعمل لدى السيد شلبي الذي كان يحسن معاملته ولكن بسبب ديونه يضطر إلى بيعه، وهكذا إلى أن يستقر في نهاية الأمر لدى شخص معدوم الإنسانية يقوم بتعذيبه وضربه بوحشية إلى أن يموت على فراشه في كوخ بائس!
مؤلفة هذه الرواية هي الكاتبة الأمريكية هيريت ستو، ولأنها نسجت حروف روايتها من معاناة إنسانية كان يعيشها المواطنون الزنوج، فإنها قد لامست أرواحهم، وأرواح كثيرين لم يكونوا مقتنعين بما يحدث وقتها للزنوج في أمريكا من رق وتمييز واضطهاد ومعاملة متوحشة متدنية.
نشرت رواية “كوخ العم توم” عام 1852 وخلال أسبوع واحد فقط نفدت الطبعة الأولى، ما اضطر الناشر إلى أن يقوم باستئجار ثلاث آلات طباعة تعمل طوال اليوم لتتمكن من توفير الرواية للقراء المتلهفين على قراءتها، حين انتهت السنة الأولى كان قد بيع أكثر من 300 ألف نسخة، وما زال يباع منها ملايين النسخ سنويا رغم مرور أكثر من 150 عاما على كتابتها.
بعد صدور هذه الرواية بعشرة أعوام، اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب، بسبب إلغاء قانون الرق. التأثير العظيم لهذه الرواية في فكر المتلقي أحدث أثرا عميقا أسهم في تغيير النظرة العنصرية الأمريكية لقانون الرق وبالتالي إلغائه، وحين التقى الرئيس إبراهام لينكولن بمؤلفة الرواية الكاتبة هيريت ستاو قال لها وهو يصافحها (إذا فهذه هي السيدة الصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة)
النجاح الأسطوري لهذه الرواية وغيرها من الروايات العظيمة على مر التاريخ الإنساني، يدفعنا للتساؤل لماذا أغلب الروايات في عصرنا هذا لم تعد تحقق مثل هذه النجاحات الساحقة وتحدث ذاك الأثر الوجداني العميق؟
الجواب ببساطة لأنها تفتقد الإحساس الصادق بمرارة المعاناة الإنسانية والانصهار التام فيها “فكل يغني على ليلاه”.
وخزة
يقول الناقد الأمريكي كيرك مونرو عن رواية كوخ العم توم: (إن إلغاء الرق لم يكن، ولا يمكن أن يكون من صنع شخص واحد فقد كان نتيجة جهود كثيرة، ولكن أعظم تلك المؤثرات وأبعدها مدى كان رواية كوخ العم توم).
_ هل فكر أحد الروائيين العرب في كتابة رواية لأسرة عربية مشردة، تتجسد فيها المعاناة الإنسانية المؤلمة في ظل صمت العالم، ومن واقع ما يحدث في سورية والعراق واليمن؟