مرحلة الحزم .. بين الكاتب والمسؤول
ما أجمل أن يحس الإنسان بالتغير في حياته إلى الأفضل بين الحين والآخر .. ونحن في هذه البلاد أصبنا خلال السنوات الماضية بشيء من الرتابة والاسترخاء وتبسيط الأمور وعدم التخطيط والمتابعة، سواء على مستوى أعمالنا أو في حياتنا الشخصية .. واليوم وقد بدأت مرحلة الحزم .. وأصبحت المتابعة الدقيقة شعارنا .. ابتداء من رأس الهرم .. فالملك سلمان معروف عنه البدء مبكرا في عمله، والدقة في مواعيده، والمتابعة لكل الأمور، ومنها الاطلاع مبكرا على معظم مقالات كتاب الرأي، والتوجيه بمتابعة تفاعل المسؤولين مع ما يكتب عن الجهات التي يتولون المسؤولية فيها، خاصة ذات العلاقة بالخدمات المقدمة للمواطنين .. ومن هنا فإننا نتوقع- معشر الكتاب- تفاعلا لم نكن نجده من قبل .. ونؤمل خيرا في بعض الوزراء الجدد الذين تم اختيارهم بعناية في مواقع حساسة بالنسبة لاحتياجات المواطن، ويكفي أن أضرب مثالا على ذلك بالشؤون الاجتماعية، فهي وزارة تلامس جروح المحتاجين، وتخفف آلامهم بخدماتها وأعمالها المنوعة، التي تصب معظمها في العمل الخيري، ولقد كتبت مقالا قبل أكثر من شهر في هذه الجريدة بعنوان "استراتيجية متطورة للعمل الخيري"، وخلال أقل من أسبوعين تلقيت تفاعلا جميلا من وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، أكد فيه أن طروحات الكتاب ستكون عونا للوزارة على وضع رؤيتها المستقبلية .. هكذا تريد قيادتنا أن يتفاعل المسؤول مع الكاتب الذي لن يتردد إطلاقا في الاعتراف بالخطأ، والتصحيح إن كان قد أورد معلومات غير صحيحة لغياب المعلومة عنه عند كتابة مقاله .. وفي اعتقادي أن أي مسؤول يتفاعل مع ما يكتب عن الجهاز الذي يقوم عليه، سيلاحظ ذلك على جميع المستويات .. كما أن من يتجاهل ذلك سيكون محل المتابعة والملاحظة، فنحن كما أشرت سابقا في مرحلة الحزم حتى بين الكاتب والمسؤول، فكل منهما ينتظر التفاعل والتجاوب من الآخر.
وأخيرا: الحزم في حياتنا الشخصية مطلوب أيضا، فالصرف بلا حساب على أمور ثانوية وكمالية، كرحلة الصيف التي بدأ البعض يستعد لها باستجداء البنوك للحصول على قروض تحمله الكثير، ثم اختيار أغلى بلاد العالم للسفر إليها لمجرد التفاخر، أمر يجب أن يعاد النظر فيه، فنحن في مرحلة مختلفة، وفي حالة حرب، والسفر إن كان لا بد منه ودون الحاجة إلى قروض فليكن في الداخل أو في بلدان إسلامية لا يتعرض المسافر من هذه البلاد فيها للاستغلال والإهانة .. وعلينا أن نخطط ونلتزم بمواعيد السفر والعودة، وبالموازنة المخصصة، وليكن ذلك مطبقا أيضا في مصروفات منازلنا، وتوجيه أبنائنا لكيفية الادخار، فحكمة (القرش الأبيض لليوم الأسود) ستظل سارية المفعول إلى أن تقوم الساعة حتى لو اعتقد البعض أنها من حكم الأيام الخوالي التي تجاوزها الزمن.