رسالة إلى جندي شجاع في عاصفة الحزم (1)

أيها الجندي الشجاع: ‏
يقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - "والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا ‏أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله. والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم ‏أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل" رواه البخاري. ‏
أي قول أروع من هذا القول الذي يتسلل نحو نبض القلب فيسكنه!‏
ويتغشى الروح الخائفة فيطرد هواجس خوفها ويستنبت بشائر السكينة والطمأنينة بين حناياها!‏
أيها الجندي الشجاع: ‏
أتدري أننا نغبطك ونتمنى لو كنا مكانك، لما ساقه لنا الحبيب - عليه أفضل الصلاة والتسليم - من بشائر تهفو لها الأنفس ‏وتخفق لهفة من أجلها الأفئدة، اقرأ هذه البشرى التي يسوقها إليك خير البشر حين قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من ‏الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة ‏خير من الدنيا وما عليها"، وأنت ترابط دفاعا عن العقيدة والدين والوطن ضد فئة باغية عاثت فسادا بوطنها. وحين جعلته ‏خرائب ينعق البوم في زواياه، التفتت بطمع نحو حدود بلاد الحرمين، حيث قبلة المسلمين ومهبط الوحي والمدينة المنورة، ‏على ساكنها خير السلام، تريد أن تدنس ترابه الطاهر بانحرافاتها الدينية وأطماعها التوسعية، وظنت أن الأمر سيكون ‏مجرد نزهة لها هي وحلفاؤها حين ظنوا أن الأمة الإسلامية أمة دخلت في سبات طويل بعد آن أنهكتها الخلافات والفرقة ‏والضعف.. أو هكذا خيل إليهم!‏
وحين هموا بالوطن لم يجدوا حرس حدود فحسب بانتظارهم، بل وجدوا أمة بأكملها يمسك كل واحد من جنودها بيد الآخر، لا ‏يهم إن كان يعرف لهجته أو جنسيته، لكن كل واحد منهم كان يعرف جيدا أن المساس ببلد الحرمين هو السقوط الحقيقي ‏للأمة الإسلامية، ولذلك حين هموا وجدوا أمة بأكملها بانتظارهم!‏
أيها الجندي الشجاع: ‏
أتدري أنك أصبحت تقتسم دعواتنا لك مع أبنائنا، وفي مجالسنا، وفي صلواتنا، وبعد كل نشرة إخبارية، وكل مقطع ‏مرئي أو مسموع، وأننا نحتفل بانتصاراتك وكأن من سطرها بكل تلك الشجاعة والبسالة هو ابن لنا أو شقيق أو ابن عم!‏
أيها الجندي الشجاع: ‏
ستصلك رسائلي أسبوعيا ــ بإذن الله ــ إلى أن يكتب ربي النصر للأمة الإسلامية ضد كل باغ ومعتد.‏

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي