أطفال مبدعون .. بلا صوت (1)

في ورشة العمل التي أقمتها بعنوان "شخصية طفلك المبدع" ضمن فعاليات معرض الكتاب، كان الحضور من الأمهات وأطفالهن كبيرا، وقد قرأت في أعين الجميع بلا استثناء البحث عن شيء مميز، وأظن الأهل الآن أصبحوا أكثر قدرة على التمييز بين الدورات التي تخاطب جيب الطفل والتي تخاطب عقله!
كانت مدة الورشة ساعة ونصف صاحبها اندماج تام من الأطفال، كذلك إحساس غمرني بمتعة الحوار معهم.
وجهت سؤالا للأطفال "تخيل /ي، أنك معلم /ة، ما هو الشيء الذي ستفعله؟ كانت أعمار الأطفال من (6 إلى 11 سنة).
كانت بعض الإجابات صادمة، حيث قالت إحدى الصغيرات "لو كنت معلمة كنت شرحت الدرس كاملا"، سألتها لماذا؟ فأجابت "أستاذتنا ما تشرح لنا كل الدرس"، طفلة أخرى قالت "لو كنت معلمة كنت أعطيت الطالبات معلومات من خارج المنهج مش فقط أعطيهن المعلومات نفسها اللي في الكتاب وخلاص، لأن أستاذتنا ما تعطينا أي معلومات بس الكتاب وخلاص أيش الفايدة إذا على الكتاب أقرأه وخلاص".
أحد الأطفال قال "لو كنت معلما ما راح أضرب الطلاب" فسألته لماذا؟ أجاب: "لأن الأستاذ يضربنا دايما".
وآخر قال "كنت أجيب معاي هدايا للطلاب الشاطرين عشان يتشطرون أكثر".
هؤلاء الأطفال الذين تحدثوا بعفوية وصدق لو استمع لهم الخبراء التربويون لاكتشفوا كثيرا من الأمور الرئيسة التي يفتقدها أبناؤنا في المدارس، ليس شرطا أن تكون المناهج هي أول خطوة في تطوير التعليم بل ربما كان الاستماع للطلاب والطالبات هو أهم وأول خطوة على القائمين بعملية التطوير الاهتمام بها.
هؤلاء الأطفال أثاروا تساؤلا في نفسي، هل نحن مقصرون تجاه المبدعين من أطفالنا؟ هل قدمنا لهم البرامج التعليمية والتطويرية والمنهجية التي تنمي الإبداع ولا تقتله؟!
من ضمن الأطفال الذين رأيتهم "شيماء"، طفلة في الصف السادس، حين سألتها عن هدفها في الحياة، أجابت أن أكون عالمة فيزياء وسفيرة للنوايا الحسنة، "شيماء" عمرها العقلي أكبر بكثير من الصف السادس فهي طفلة عبقرية بمعنى الكلمة وتتمنى أن يطبق عليها نظام الترفيع، أخبرتني عن الكتب العلمية التخصصية التي تقرأها فذهلت وشعرت بأني أمام شخصية تشبه إلى حد كبير شخصية "آينشتاين"!
"شيماء" طفلة مبدعة وعبقرية في مدارسنا فمن يرعاها؟
في مقالي القادم سأحدثكم عن بقية المبدعين!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي