هدية العيد .. لأغلى وطن

يوم أمس كان عيد الأضحى المبارك .. ونهاية العام الجاري لم يبق عليها إلا أيام .. وفي كل عيد ومع نهاية كل عام علينا جميعاً قيادة ومواطنين أن نقدم الهدايا لأغلى وطن .. وحينما جلست لأكتب هذا المقال وضعت أمامي بيت شعر (تصرفت فيه قليلاً) حتى أصبح:
أي شيء في العيد أهدي إليك
(يا وطني) وكل شيء لديك
نعم فأنت مهبط الوحي ومبعث الإسلام الذي يحارب اليوم من الأعداء .. وممن يدعون أنهم أصدقاء .. ومن بعض أبنائه ــ مع شديد الأسف ــ وأنت قلب العروبة التي لا يمكن أن يزايد عليك أحد باسمها .. لديك شعب من أطيب وأكرم شعوب الأرض .. وأكثرهم تمسكاً بالدين والقيم ويتكون غالبيته من الشباب المتحمس للعلم والعمل والعطاء .. ولديك ثروة حباها الله لك لتكون عونا للمحتاجين في جميع أنحاء المعمورة .. ولديك جيش وحرس ورجال أمن أشاوس يحمون حدودك الممتدة على آلاف الكيلومترات بإخلاص وهمة عالية .. حتى أصبحت مهابا من المهربين والإرهابيين والأعداء المتربصين بك من جميع الجهات.
وقد رد هاتف تخيلته من الوطن الذي أخاطبه قائلا: كل ما ذكرته صحيح .. لكنني أطلب المزيد من الهدايا .. أريد موظفا مخلصا في كل المواقع بحيث لا يفكر في مصلحته الخاصة، وإنما يضعني أمام عينيه في كل عمل يقوم به، وأريد تعليماً أفضل لأبنائي في كل المراحل مع وضع الخطط الواضحة والدقيقة لتوفير العمل المناسب للمؤهلين، وإيجاد المساكن لهم كي يستقر كل شاب ويكون أسرة سعيدة لأن في ذلك قوة لي في مواجهة أمم تبني وتتقدم .. وأريد أن أكون مصدّرا لا مستوردا ومستهلكا لما ينتجه الآخرون فقط .. وأريد أن تخلو الشوارع من مظاهر التخلف في أسلوب قيادة المركبات ووقوفها، ومن المتسولين القادمين تهريبا من دول أخرى دون أن يجدوا من يتصدى لهذه الظاهرة التي تشوه وجهي وتسيء إلى سمعتي.
وشعر الهامس باسم الوطن أنه قد أصابني الملل فقال: يبدو أنني لم أتطرق إلى شيء يهمك كثيرا، ولذا لم أعد أسمع لك صوتا إلا وهو الصحة .. فالهدية الكبرى لي في العيد المقبل هي أن نحتفل بالقضاء على نقص الخدمات الطبية بحيث لا يشتكي أحد من أبنائي من أنه احتاج إلى سرير في مستشفى في منطقة من المناطق ولم يجده .. كما لم يجد خدمة طبية متقدمة في وطن يملك كل الإمكانات لتوفير مثل هذه الخدمات.
وأخيراً، قبل أن أنهي حواري الافتراضي مع الوطن الغالي قال: لا تهرب بسرعة فأنت وأقرانك من الكتاب والإعلاميين لم تقدموا لي الهدية التي أنتظرها منكم .. إلا وهي البعد عن الإثارة وتضخيم الأخطاء والسلبيات والتغاضي عن الإيجابيات .. إنكم قادرون على إشاعة المحبة .. ولكن بعضكم يأبى إلا أن يسبح عكس التيار ليشار إليه وليصبح مشهوراً حتى لو حطم كل القيم ونحر الوطنية التي يدعي الحديث باسمها في كل المحافل وعبر مختلف وسائل الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي