الطريق الصحيح .. الحج بتصريح

"الطريق الصحيح .. الحج بتصريح" دعوة مباركة لكل راغب في أداء فريضة الحج أن يعلم أن الطريق الصحيح والسليم والأمن المشمول بكل الخدمات الصحية والنقل والإسكان والإعاشة والتفويج وكل ما يصاحب ذلك من خدمات متكاملة، وعندما بدأت رحلة البناء السليم لمنظومة حج متكامل وآمن يحقق للحاج الراحة والأمان كان التحدي الحقيقي لتحقيق ذلك هو الحد من الأعداد المتزايدة من الحجاج غير النظاميين ممن لا تستطيع مساحة الأرض المخصصة في المشاعر المختلفة من منى إلى عرفة ومزدلفة في استيعابهم وكذلك يصبحون من أهم معوقات خدمة الحجاج النظاميين بسبب الافتراش المعوق لحركة الحجاج وسيارات الخدمات وأيضا ما يخلفونه من مخلفات تضيف إلى إعاقة الافتراش إعاقة جديدة، كما أن مختلف الخدمات التي تقدم للحجاج النظامين من الصحة والنظافة والنقل والإعاشة والخدمات العامة مثل المياه ودوراتها تصبح أقل قدرة على تحقيق الحد الأدنى من الخدمات المطلوبة والمتوقعة لضيوف الرحمن.
عندما يتحدث المسؤولون أو تنطلق الحملات الإعلامية التوعوية التي تحذر من إشكالية الحجاج غير النظاميين وتؤكد أهمية الحصول على تصريح الحج، فإنها تنطلق وتتحدث بلغة المسؤول عن أمن وحماية الحجاج النظاميين والعمل على تقديم أفضل الخدمات المقدمة لهم، وفي الوقت نفسه توضح الأثر السلبي في سمعة المملكة العربية السعودية أمام العالم أجمع عندما تنقل مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المناظر المؤذية للاهتمام بالحجاج وتبرز وتتهم قيادة وحكومة وإنسان المملكة العربية السعودية بالتقصير والإهمال وعدم احترام حقوق الحجاج وما استأمنهم الله سبحانه وتعالى عليه، لأن العدسات لا تقول إن تلك المناظر المسيئة للجهد هي لأشخاص لم يحترموا نظام الحج ولم يعملوا من أجل إبراز الصورة الحضارية الإنسانية السلمية عن الإسلام والمسلمين وعن جهود المملكة العربية السعودية التي أنعم الله سبحانه وتعالى عليها بخدمة ضيوفه.
إن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" والتأكيد على أن الحج الصحيح لا بد أن يبدأ بالحصول على تصريح الحج وهذا التصريح يعني وجود جهة مسؤولة من الحجاج وكل ما يسهل عليهم أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة، فإن ذلك يتطلب جهودا مضاعفة من أجل تحقيقه، وحملة "الطريق الصحيح .. الحج بتصريح" هي دعوة مباركة صادقة من جهة تعايش كل مراحل وهموم ومتطلبات الحج وعندما تكون دعوتها تذكيرا وتنبيها للحاج أن يحصل على التصريح الذي يقود إلى الطريق والطريقة الصحيحة لأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة وأمان، فإن ذلك لا يأتي من ترف التنظيم أو محاولة التضييق على المسلمين وعدم مساعدتهم على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام أو كما يحاول البعض، بوصفها صدا عن سبيل الله وإنما ومن خلال تجربة ميدانية تهدف هذه الجهود وما يصاحبها من تنظيمات وحملات توعوية وتحذيرية إلى الوصول بالحج والحجاج إلى بر الأمان وضمان سلامتهم وسلامة شعيرتهم وتحقيق عودتهم إلى أهلهم ومحبيهم سالمين غانمين.
كما تهدف هذه الجهود والحملات والتنظيمات إلى إبراز الجهود العظيمة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن والتزامها بجعل رحلة الحج رحلة آمنة محققة أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، وبهذا التوجيه والمعاني العظيمة وغيرها كثير تعمل حكومة المملكة العربية السعودية على بناء منظومة متكاملة لرحلة الحج والحاج من منزله وإلى منزله يتم فيها دراسة كل متطلبات هذه الرحلة وتحقيق أقصى درجات الأمن والأمان والراحة لضيف الله سبحانه وتعالى، وبهذا الفكر والتوجه والرغبة الصادقة بنيت استراتيجية منطقة مكة المكرمة لتجعل من كل جهد ومال يصرف يتجه إلى تحقيق هذا الهدف النبيل خدمة لإنسان ومكان مكة المكرمة وقاصديها من ضيوف بيت الله الحرام، وبما يحقق طموحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لم يدخر الجهد والمال والوقت من أجل جعل الحرمين الشريفين في مصاف أفضل مدن العالم في الخدمات والمرافق.
إن الجهود الخيرة التي تحملها حملة الحج وما تهدف إليه من إنجازات تتطلب تضافر جميع الجهود معها الفردية والمؤسسية كل من موقعه ومكانه ومكانته لتحقيق رسالتها الداعمة لضمان توفير كل سبل الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء حجهم بكل يسر وسهولة وتبرز هذه الشعيرة العظيمة للعالم أجمع من خلال تنظيم متميز يعالج كل السلبيات التي نراها اليوم ويراها معنا العالم أجمع ونقول من خلالها إن ديننا الإسلامي الحنيف دين نظام وتنظيم دقيق يراعي فيه كل مسلم حقوق الآخرين ويعمل على حمايتها وصيانتها من الاعتداء، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق جهود جميع العاملين في الحج ويجعل ذلك في موازين حسناتهم "يوم لا ينفع مال ولا بنون" وكل عام وأنتم بخير وحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وعيدكم مبارك.

المزيد من الرأي