نقاط مضيئة .. في اليوم الوطني

كنت سأضع عنوانا مختلفا لهذا المقال وهو "ميثاق شرف في اليوم الوطني لتحقيق إنجازات أفضل"، ولكنني تذكرت أن جميع مواثيق الشرف لا يتم الالتزام بها في عصرنا الحاضر، لكن ما يبعث على الرضا أن اليوم الوطني لهذا العام قد حمل مظهرا حضاريا يستحق الإشادة.. فالشباب قد احتفلوا بهذا اليوم دون تكسير أو تخريب أو مخالفة للأنظمة أو خدش للحياء العام.. وهذا يؤكد ما نقوله دائما إن الخير في شبابنا إذا منحوا الثقة وتمت مخاطبتهم بمفردات القيم الوطنية واحترام التقاليد العريقة لهم ولآبائهم.. ولعلي هنا أستعيد موقفا للأمير سطام بن عبد العزيز - رحمه الله - حينما قرر أن يمنح الشباب الثقة في أنفسهم في دخول الأسواق التي ترتادها العائلات ليحل بذلك مشكلة ظلت عصية على الحل لسنوات طويلة.. وما اقترحه أن يكون لنا في كل يوم وطني خطوة مضيئة نتذكرها ونشيد بها نحن معشر كتاب الرأي.. فالخدمات الإلكترونية لوزارة الداخلية التي أشرت إليها في مقالي الأسبوع الماضي تستحق الإشادة.. وقد وجدت استحسانا كبيرا من عامة الناس حول تطور خدمات معظم المرافق التابعة لوزارة الداخلية وتمنى بعضهم أن يشمل التطور جهاز المرور، حيث لا نرى هذه الفوضى في شوارعنا، فهناك من يقف على الأرصفة وفي وسط الطريق ليعطل حركة السير وهناك من يتخطى صفوف السيارات ليكون الأول في الانطلاق في مظهر يبرز الأنانية في أبشع صورها، والأدهى أن رجل المرور يقبع في سيارته لا يحرك ساكنا ولا يسكن متحركا.. والمؤمل أن تكون الخطوة الحضارية التي نشيد بها في يومنا الوطني للعام القادم ألا نرى سيارة تقف على الرصيف أو في وسط الشارع لأن صاحبها يريد وجبة طعام من مطعم أو استخدام الصراف الآلي ولم يفكر في السير على قدميه بضع خطوات حتى لا يعطل حركة المرور.. ولدينا من النقاط المضيئة الكثير لنضعها في جدول للأعوام المقبلة ومنها أن نتعاهد على عدم شراء البضائع الرخيصة المقلدة حتى يمتنع بعض تجارنا عن استيرادها.. وأذكر هنا أن ملحقا تجاريا سابقا في سفارة الصين قد رد على ملاحظة لي بأن البضائع الرخيصة من بلاده قد أغرقت أسواقنا قائلا: "وكان يتكلم العربية بطلاقة" الخلل من بعض تجاركم الذين يطلبون أرخص البضائع حتى تتحقق لهم نسبة عالية من الربح.. وإلا فنحن نصدر أجود البضائع لمختلف دول العالم ومنها أمريكا بشهادة الأمريكان أنفسهم!
ولذا فإن تجارنا أيضا يمكن أن يهدوا لنا في يومنا الوطني وعدا بعدم استيراد البضائع الرخيصة المقلدة.. التي كانت سببا في الكثير من الحوادث.
وأخيرا: تحية لشبابنا الذين أهدوا إلينا في اليوم الوطني لهذا العام نقطة مضيئة سنظل نذكرها لهم وفي انتظار المزيد من النقاط المضيئة منهم ومن جميع شرائح المجتمع لنشعر في كل يوم وطني أن بلادنا تخطو إلى الأمام في جميع المجالات؛ لأنها تملك مقومات التقدم وأهمها ذلك الشباب المتفوق الذي ينتظر المزيد من الرعاية والاهتمام من القيادة ومن المجتمع ومن الإعلام الذي يركز على السلبيات في تصرفات بعض الشباب ويتجاهل تفوقهم واختراعاتهم ومواهبهم في مختلف المجالات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي