الداخلية .. تقود عربة الحكومة الإلكترونية

هناك بعض الجهات التي تتسم معظم أعمالها بالسرية، ولذا يتجنب الكتاب الإشارة إليها سلبا أو إيجابا وعلى رأس هذه الجهات وزارة الداخلية التي لا يقتصر عملها على الجانب الأمني وإنما يمتد إلى تقديم خدمات مهمة ومباشرة للمواطن ولا تحظى تلك الخدمات بأي إشادة مع أنها تقدمت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية سواء من الناحية التقنية أو سرعة الإنجاز.. على عكس بعض الجهات التي لم تطور نفسها ولا تقدم خدمة تستحق الإطراء الذي تجده من وسائل الإعلام المختلفة .. ومنهاج وزارة الداخلية لم يكن جديدا فقد رسمه الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان يردد أن الأعمال هي التي يجب أن تتحدث عن نفسها.. وسار على ذلك الأمير محمد بن نايف.. الذي لا يظهر في الإعلام إلا نادرا موجها رسائل اطمئنان للمواطن في زمن الخوف المحيط ببلادنا من جميع الجهات.. ولعل من أهم رسائل الاطمئنان استعراض قوات الأمن الخاصة بما تمثله من قوة قتالية ومهنية عالية ثم تدشين ذلك السياج الأمني على امتداد الحدود الشمالية الذي دشنه الملك عبد الله بن عبد العزيز أخيرا بهدف منع التسلل والتهريب عبر حدود مترامية الأطراف، حيث تزيد على 800 كيلومتر تتم مراقبتها بكاميرات نهارية وليلية وأبراج مراقبة، إضافة إلى الرادارات والسواتر الترابية وسياجات من الشبك المحكم.. ونتيجة لذلك انتهت عملية تهريب الأسلحة والمخدرات والمتسللين عبر الحدود الشمالية.. والمؤمل أن نرى مثل ذلك السياج المحكم على امتداد الحدود الجنوبية التي تعاني بلادنا مما يهرب عبرها من الأشخاص والأسلحة والمخدرات وغيرها.
وعودة إلى خدمات وزارة الداخلية الإلكترونية أقول إن الوزارة بحق تقود عربة الحكومة الإلكترونية، حيث أصبحت معظم خدماتها المقدمة للمواطن والمقيم تتم "بلمسة زر" ضمن برنامج "أبشر" المتطور جدا، ولم يعد مطلوبا من المراجع الوقوف في صفوف طويلة للحصول عليها.. بل الأهم من ذلك لم يعد عليه أن يسافر من منطقة بعيدة لإنهاء إجراءات خدمة أو حتى الاستعلام عن كيفية الحصول على هذه الخدمة.. وتوج المركز الوطني للمعلومات التابع لوزارة الداخلية تلك الخدمات الإلكترونية المتطورة بإيجاد مراكز للاستقبال والتواصل الإلكتروني مع وزير الداخلية شخصيا برغبة وتوجيه منه، حيث يتم الاتصال بالصوت والصورة وبخصوصية وأريحية دون تكبد عناء السفر ولهذا الغرض تم إيجاد مراكز للتواصل تعمل طوال أيام الأسبوع وبها قسم للرجال وآخر للنساء في كل من الرياض وجدة وتتلقى هذه المراكز الاتصالات من مختلف مناطق بلادنا وترتب للطلبات العاجلة التي تستلزم مقابلة وزير الداخلية.
وأخيرا: ألا تستحق هذه الوزارة بعد كل هذه الخدمات أن توجه لها ولوزيرها الأمير محمد بن نايف الذي لم تشغله مهامه ومسؤولياته الكبيرة في مكافحة الإرهاب عن تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن من مختلف الأجهزة التابعة لوزارته.. أن توجه له كلمة شكر وتقدير يستحقها ودعوة إلى الجهات الحكومية الأخرى أن ترتقي بمستوى خدماتها لتصل إلى المواطن في مكان إقامته بكل يسر وسهولة كما فعلت وزارة الداخلية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي