الفرق بين اهتمامات السعودي والأمريكي !!

كان أستاذ علم السياسة الألماني في الجامعة الامريكية في أسبانيا ! يتحدث عن احباطه التام من عزوف شباب وشابات الولايات المتحدة الأمريكية من مناقشة الأمور السياسية وبعدهم التام عن كل مايمت للسياسة بصلة وبالذات سياسات دولتهم الخارجية.

كانت القاعة فيها مايقارب السبعون في المئة من الطلبة والطالبات الأمريكان وبعض الأوروبيين ومن جنسيات مختلفة. لقد ذكر هذة المعلومة في أول يوم دراسي ليحفز الجميع على التلذذ والاستمتاع بعلم السياسة بدلا من تجنبها التام كما يحصل في مجالسهم ولقاءاتهم، وذكر أيضا بأن الشعب الأمريكي يلقب وينعت بشعب الـ (Pop Culture) ويقصد فيها أنه شعب منغمس في الأغاني الجديدة وألعاب الفيديو والسينما وبعيد جدا عن السياسة ومايدور حول العالم.

ومن المتعارف علية أيضا بأن الشعب الأمريكي يعتقد بأن التحدث في السياسة أو الدين أو الجنس من الممنوعات في مجالسهم، بطبيعة الحال، السياسة لدى الشاب الأمريكي تبعث بشعور غير ايجابي كالشعور الذي يشعرة بعضنا حينما يتم طرح موضوع قيادة المرأة !

في الجانب الاخر، فكرت في حالنا كسعوديين فوجدت بلا عملية بحث مضنية بأننا غارقين في السياسة والنقاشات وأيضا الجدالات السياسية والأيديولوجية، ولهذا أكاد أبصم بأن أستاذ مادة السياسة لن ينساني لكثرة مناكفاتي المستندة بعض الأحيان على اراء ممنهجة وموضوعية واخرى على نزعات ونزق ثقافي ! أو لرغبة دفينة لاثبات الذات خصوصا لعدم وجود "فزعة" أو "عزوة" عربية في هذا الفصل.

جالت في خاطري عدة تساؤلات وأترك للقارئ الاجابة عليهم وذلك ليس للتذاكي بل لأنه بالفعل ليس لدي اجابات لهم، هل نحن كسعوديين نتكلم كثيرا في أمور السياسة لأننا في قلب الشرق الأوسط والذي يعتبر من أسخن الأماكن وأكثرها صراعا في هذا القرن؟ أم نحن نحب التحدث عن السياسة لأن المواضيع السياسية قابلة "للتنطيط" و لأنه مجال هلامي ويندر مايكون فيه صواب أو خطأ ولهذا باب التفلسف فيه كبير بل حتى بلا باب !

والسؤال الثالث، هل نحتاج الى جرعة سينمائية أو فنية لكي يتم تخفيف وطأة وسخونة حواراتنا السياسية والايدلوجية ولكي نعمل على خلق روح موازنة من خلال شد حبل الفكر العام من فكر سياسي الى فكر أكثر هدوءاً ومتعة ؟!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي