متاجرة الإنجليز بسمعة بلادهم!

في كل نهائيات لكأس العالم يظل منتخب إنجلترا محط الأنظار.
إن لم يكن في عيون الجماهير والنقاد والنظار؟
فتحت أنظار شركات المراهنات وأوكار "دمار" ألعاب القمار.
في نهائيات كأس العالم (1990) في إيطاليا، قيض لي المتابعة عن كثب وقرب، عندما حضرت في جنوبي إيطاليا أراسل "المجلة"، "عرب نيوز"، و"الشرق الأوسط" لتغطية مباريات المجموعة التي تضم، بجانب المنتخب الإنجليزي، كلاً من منتخبي هولندا، إيرلندا، والمنتخب المصري الشقيق، بقيادة الراحل محمود الجوهري.
وكنت من اختار التواجد بجانب منتخب مصر، وأتذكر - وقتذاك - أن الزميل الصحافي المصري، الذي يغطي لصحيفة واحدة، يتقاضى يومياً "من دون مبالغة!!" ثلاثة أضعاف ما كنت أتقاضاه، كصحافي سعودي وحيد هناك، يغطي لثلاث مطبوعات "باختياره بالطبع لا مجبراً". وقتذاك أتذكر أنني صرفت من مدخراتي أكثر من ضعف انتدابي، لكن كل ذلك "ولله الحمد أثمر وأكثر" أقول ذلك، في سياق نصح الزملاء الشباب كيلا يركزوا على الماديات في مراحل تكوين تجاربهم وخبراتهم المهنية الإعلامية. عودةً للإنجليز وكيف يتاجرون بسمعة بلادهم؟! بصراحة اليوم، وبعد سقوطهم الشنيع على "مسرح البرازيل 2014 الكروي" كيف هم يبررون ذلك الفشل، دون أدنى خجل؟! بالقول: إنهم حتى وإن فشل المنتخب في كأس العالم!، فهم يفاخرونَ أن لديهم أقوى دوري "احترافي تجاري" في العالم؟!. ما فائدة الماديات إن لم ترفع من مكانة الأمم وشعوبها في شتى المجالات، والرياضة من ضمنها، ولو حلت في مراكز متأخرة!. يا سادة ويا عرب ويا مسلمين.. الكلام موجه لكم بالذات، بصراحة لا كل ما يفعله الإنجليز أو الإسبان "كروياً" لنا فيهم قدوةً حسنة.
بالذات الإنجليز الذين تاجروا بسمعة بلادهم، بتمليك أنديتهم الكبرى "لمليارديرية أجانب" لا هم لهم غير المكاسب، ولو كان ذلك من خلال جعل اللاعبين الأجانب هم الغالبية!، واللاعبين الإنجليز أقلية قليلة في أندية بلادهم؟!.
المنتخب الإنجليزي يحتاج إلى دوري "ممتاز" ما لا يقل عن ثلثي عناصر كل فريق من اللاعبين المواطنين، هل يستطيعون؟!
لا نعتقد، فالمال لعب لعبته فيهم وأنديتهم.
وبعد أيام يعودون للدوري وينسون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي