«أبو ملعقة»
طالبني أخ عزيز بالتوسع في موضوع شخصية الأسبوع، الذي ذكرت فيه حالة رجل هز سلوكه المجتمع. لقب "أبو ملعقة" أطلق على أحد الهائمين في شوارع الرياض. اعتدى "أبو ملعقة" على عامل في أحد المحال بالطعن مرات عديدة، ما أدى إلى وفاة العامل.
شاهدت اليوم تحقيقا في صحيفة "مكة" يتحدث عن وجود أكثر من 630 شخصا مشردا في شوارع العاصمة المقدسة. يتحدث التحقيق عن توقعات وليست حقائق من جهة متخصصة. بل إن المسؤول الذي حدد الرقم بناه على حالات تزور مستشفى الصحة النفسية، و"أبو ملعقة" وأمثاله لا يعرفون طريق المستشفى.
زادت أعداد المرضى النفسيين ومدمني المخدرات وغيرهم ممن يجوبون شوارع المدن. لا توجد جهة تتبنى هؤلاء، وتحل مشاكلهم وتعالج أثرهم في المجتمع. يعتبر هؤلاء فاقدين للأهلية وهذا يحميهم من الأحكام القضائية.
بحثت عن جهة تتحمل المسؤولية، فلم أجد سوى التهرب. مسؤولو مستشفيات الصحة النفسية "يتخلصون" من هؤلاء بمجرد استجابتهم للعلاج بالعقاقير، فإن لم يتسلمهم أحد من ذويهم، أطلقوهم في الشوارع.
أما ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية فقد قال "إن الوزارة تطالب بعدم تحميلها مسؤولية تسكين مرضى العقول والحالات النفسية الهائمين في الشوارع والطرقات العامة، معتبرة أن دورها رسميا يختص بالمشردين الذين يثبت عدم وجود راع لهم وليست لديهم أي معاناة نفسية، وأثبتت الفحوص الصحية خلوهم من الأمراض المعدية"، محملا الصحة مسؤولية إيوائها ورعايتها المرضى النفسيين واحتضانهم في دور تتوافق مع حالاتهم عوضا عن تركهم يهيمون كقنابل موقوتة لا يجهل أحد مخاطرها.
بعدها جاء دور مسؤول حقوق الإنسان الذي طالب بأن يحتوي أحد هؤلاء، ومثل بحالات منها أشخاص يهيمون على وجوههم في المسجد الحرام، خطرهم واضح على المعتمرين والمعتمرات.
"تراكل" المسؤولية هي وصفة سحرية ليحتل "أبو ملعقة" شوارع كل المدن.
أيها المسؤولون الكرام، ليس لأحد الحق في التهرب من مسؤولية حماية المجتمع وأفراده، ولعل وزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية والصحة تتبنى وضع قواعد "ملزمة" للتعامل مع كل حالة من هذه الحالات، حيث لا يبقى أحد خارج منظومة حماية المجتمع، وتوضح مسؤولية كل جهة بدل التراشق الإعلامي الذي "لا يودي ولا يجيب".