خالد بن عبد الله .. الاستقالة الخسارة

على الرغم من أن علم الإدارة الحديث يصنف الاستقالة من المنصب القيادي المرموق، بأنها فِعلٌُ (شجاع) لا يقدم عليه إلا القياديون الشجعان! ومثل هؤلاء قلة في أنحاء العالم، ونادرون (جداً) في العالم الثالث، يكادون لا يذكرون - حد العدم - في عالمنا العربي المجيد التليد!!
وحيث إن مجتمعنا الرياضي السعودي زاخر بالأداريين “الأوتوقراطيين” الذين ما أن يتبوّأ أحدهم المنصب، إلا وتشبث به، بكل ما أوتي من وسائل، مشروعة أو غير مشروعة(؟!)، بل إن البعض منهم لا يخرج حتى يُقال! والبعض الآخر يبقى مُتشبثاً حتى يُستقال!!
لكن في بعض الحالات الأخرى .. تأتي الاستقالة بمثابة الخسارة الكبرى، عندما يبادر إلى تقديمها رجلٌ قيادي من طراز (تميزي) مثالي في مجمل صفاته الشخصية والمهنية، ونموذجي في كل شيء، مثل الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي الأهلي السعودي، النادي النموذجي في اهتماماته الرياضية الأكثر بين الأندية السعودية، بفضل وجوده هو على رأس الهرم التنظيمي (الشمولي) للنادي الرياضي، الثقافي، والاجتماعي المتكامل أكثر من غيره.
ُُنُدرك سلفاً أن الأمير الذي خدم القميص الأخضر، لاعباً، وإدارياً، ورئيساً، وعضو شرف، ورئيساً لهيئة أعضاء الشرف .. لن يتخلى عن الوقفة القوية خلف كل ماهو أهلاوي، لكن السؤال (المُحير) لماذا استقال الرجل الذي تعويضه صعباً ولن نُبالغ لو قلنا (مُحالا) وفي هذه الفترة (بالذات) التي يصعب فيها على مجمل الأندية السعودية الحصول على الإداري أو الرئيس الجيد، ناهيكم عن التمكن من العثور على رئيس لهيئة أعضاء الشرف، وأين؟! في النادي الأهلي السعودي الجماهيري الشهير؟
وخلفاً لمن؟! لقيادي قمة في الروح الرياضية والإدارة الواعية، النقية من كل شيء في مجتمع بلغ به - حد التلوث - التعاملي ليس القذارة، بل النتانة، بشهادة عقلاء كل الأندية؟!
بقي القول: تكفى يا أمير .. إذا كان هناك نية بهجران المجتمع الرياضي (وهذا ما لا نتمناه) ليتكم تتكرمون علينا بكشف الأسباب، لما فيه الصالح العام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي