موضي.. الإنجليزية

موضي سيدة في الثلاثين من عمرها، جاءتني في إحدى دوراتي التدريبية تشكو عدم قدرتها على التعامل بنجاح مع المتسوقات في المحل الذي تعمل فيه، 90 في المائة من حوارها معي كان باللغة الإنجليزية، والمضحك المبكي أن زميلتها التي كانت معها كانت تقوم بترجمة بعض الكلمات لي، لأن "مويضي" كانت تتباهى بشدة بمعرفتها التحدث باللغة الإنجليزية، يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، فكيف لسيدة عربية تتعامل مع نساء عربيات بلغة إنجليزية ثم تأتي شاكية من صعوبة التعامل معهن؟!
أنا لا ألوم "مويضي" لكني ألوم الإعلام الذي أفسد عقل "مويضي" ومثيلاتها وعقول كثير من شبابنا! حين أوهمهن بأن نفخ "البراطم" والصدور والمؤخرات، أهم بكثير من نفخ الغبار عن عقولهن التي لم تعد تقرأ! وأن نفخ "الأرجيلة" ومقاطع "الهياط" والتصويت "للأيدول والتالنت وذا فويس" لدى كثير من شبابنا أهم بكثير من نفخ القشور عن عقله!
حين يتباهى شخص عربي بقدرته على التحدث باللغة الإنجليزية، فاعلموا أنه يعاني خللا في شخصيته يداريه باستعراض قدرته تلك. أستثني من ذلك من تفرض عليهم طبيعة عملهم ذلك كالأطباء والمهندسين وغيرهم ممن يضطرون لاستخدام بعض المصطلحات الإنجليزية، أما غيرهم ممن يمسكون بمعاول هدم يهدمون بها لغتنا العربية الجميلة ونحن نتفرج عليهم ببلاهة، فأولئك يجب أن نعيد التفكير مرارا قبل أن "نضيع" أوقاتنا بمشاهدتهم وترك أطفالنا وشبابنا يتأثرون بهم! ومن المهازل أن المذيع أحيانا يقوم بترجمة الكلمات الإنجليزية التي ينطقها الضيف، وكأن الضيف "مصدق" نفسه أنه إنجليزي ولا يعرف العربية!
Thanks - also - must - OH MYGOSH - Yes - No - Give me time - nice - surprise - Ok مفردات إنجليزية أصبحت تتردد في البرامج الإعلامية، حتى أصبح استخدامها بين شبابنا أمرا عاديا في حياتهم اليومية!
في الصين من النادر أن تجد من يتحدث إليك بغير اللغة الصينية من شدة اعتزازهم بلغتهم وثقتهم بأنفسهم!
لغتنا العربية إن ظل أبناؤها يقومون "بتهجينها" بكلمات إنجليزية فستكون في خطر حقيقي، لذا يجب أن نحمي لغتنا العربية ونعتز بأحرفها الثمانية والعشرين حرفا حرفا. قبل أن يصبح "الشق أكبر من الرقعة ..!" وقبل أن لا نستطيع التفرقة بين مويضي وإليزابيث..!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي