من إيران إلى القطيف
منذ نعومة أظفاري وأنا أقطن في الأحساء وكنا نتعايش مواطنين شرفاء سنةً وشيعةً، لم نعلم ولم نر أي أثر لأي شريحة أو فرد من إخواننا الشيعة قد خرج عن الملة أو النظام.
كنا نتعايش سواء في المدارس والمجالس أو اللعب في الحارات نتزاور ونتشارك، وكثير وكثير هذا في الأحساء.
وفي الوقت نفسه كان عمي - رحمه الله - رئيساً لبلدية القطيف وتربطه برجالاتها وأدبائها ومشايخها وعلمائها علاقات كبيرة وطيبة.
بعد انتهاء فترة عمله واستقراره في الأحساء كنا نرى في ثاني أيام العيد سواء الفطر أو الأضحى كبار رجالات القطيف يقومون بزيارته في منزله بالأحساء توثيقاً لتلك الروابط ومضت السنون وعلاقات السنة والشيعة في الأحساء والقطيف علاقات طيبة تعمها المحبة والرخاء والعيش الهنيء في ظل سياسة الدولة أعزها الله.
وبعد ذلك يأتي دور الدولة:
فالدولة لم تفرق بين سني أو شيعي وعاملتهم على حد سواء في التعليم وهو الركن الأساسي، أو التطبيب
المشاهد الآن في أكبر مستشفياتنا التخصصية أو الجامعات أو المعاهد أو كبريات الشركات، لم تفرق الدولة في العاملين بها بين سني أو شيعي، بل إن نسبة كبيرة من أطباء أو أساتذة هم من إخواننا الشيعة، وهذا دليل على اهتمام الدولة بهم.
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث نسبة كبيرة من المستفيدين منه هم من أبناء وبنات إخواننا الشيعة، وهذا دليل آخر على أن الدولة لم تغفل أي جانب تعليمي أو علمي أو بحثي أو طبي عن إخواننا الشيعة.
أما الجانب الاقتصادي فنظرة بسيطة إلى وضعية رجال الأعمال، وماذا قدمت الدولة لهم من قروض وتسهيلات ساعدت على تملكهم مصانع وشركات ومؤسسات ومساهمات عقارية.
نظرة إلى العاملين في الشركات الكبرى والمصارف والمحال نجدهم مواطنين حقوقهم محفوظة.
أغلبية إخواننا الشيعة لا يزالون إخوة ومواطنين وأصدقاء شرفاء أحبهم الوطن وأحبوه، ولكن هناك نسبة محدودة باعوا الوطن وتنكروا لمعروفه وجميله وانصاعوا إلى إغواء الشياطين وأوامر المرجعيات، فمنهم (من خان الوطن) حينما كشفت وزارة الداخلية منذ سنة تقريباً عن خلية تجسسية تعمل لصالح (إيران) وتم القبض على أفرادها، فمنهم الطبيب الاستشاري والأستاذ الجامعي والمصرفي، هؤلاء الذين باعوا الوطن لقاء إرضاء دولة دستورها الإرهاب وأهدافها الموت والدمار وفي داخلها البطش والتجويع لمواطنيها
اليوم تتوالى أحداث الشغب والإرهاب وعلى من:
على من يحمون الوطن والمواطن، فهؤلاء الإرهابيون يستمدون أوامرهم من المرجعيات على أن تنص هذه الأوامر على القتل والتفجير لجنودنا البواسل،
فكم من نفس أزهقت بسبب فئة وضعت نفسها رهناً لتعليمات المرجعية
وكانت العوامية معقلاً لهذه الفئة ممن نذر نفسه للحوزة أو زعم ولاية الفقيه!
ما حدث بالأمس القريب في العوامية فجر قلب كل مواطن شريف من الشيعة والسنة يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء وفجر دموعاً من عيون الكثير على من ذهبت أرواحهم وهم يحافظون على أمن هذا الوطن.
أما الشرفاء ممن أحبوا الوطن وعاشوا على أرضه، سنتهم وشيعتهم، فهم يد واحدة مع الدولة ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن أو المساس بمدخراته، سنكون معاً جنوداً في وزارة الداخلية وسنحمي الوطن وسنقضي على الإرهاب مهما كانت مصادره.
قال تعالى: }إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{.