الخبل.. البوق.. المتناقض
أعتذر منكم على الألفاظ التي يتضمنها العنوان. هذا ليس من عندي. بل وردت في ثنايا تغريدات على "تويتر" تخص قناة "وصال". ولم تبادر القناة إلى نفي علاقتها بهذا اليوزر. والقناة هنا تتحدث عن الإعلامي داود الشريان.
واضح أن من يتولى وزر هذه التغريدات على "تويتر" مراهق من أولئك الذين يتم اختطاف عقولهم فيتجهون إلى ساحات القتل بزعم الجهاد. واضح أيضا أن من يدير الحساب يعاني الاحتقان. واضح أنه غاضب بشدة من داود الشريان.
حسنا، من حق كل فرد أن يعبِّر عن وجهة نظره، يختلف مع داود أو يتفق معه. كلنا ذلك الشخص. أما أن يتحول حساب قناة كامل إلى استخدام ألفاظ الشوارع فإن هذا التجاوز يجعلنا لا نلوم عوام الناس.
إن البعض يخاف من أن ينتقد قناة دينية خشية أن يسيء للدين، وهذا خلط استشرى في العقول، فالشيخ المخطئ يتحصن بالدين، والقناة المخطئة تتحصن بالدين. لكن من قال إن الدين يعني قلة التربية والفجور في الخصومة، والتحريض ومخالفة قوانين النشر والإعلام.
في صفحة القناة نماذج عدة من السقطات من بينها عبارة تقول: الشيخ (....) يرد على الرويبضة. أو هذه العبارة: نتمنى من أبناء الشيخ (...) الاستمرار في جهادهم الإعلامي ضد طاغية الشام وعدم الالتفات إلى "نكرات المجتمع السعودي".
ثم إن هناك نغمة تحريض وتهييج مستمرة تأخذ شكلا تشكيكيا على غرار قولهم: لماذا يحرص الإعلام الإيراني والسوري على نشر حلقات "الرويبضة" داود الشريان؟
وهناك طابور طويل من أسماء المحسوبين على الدعاة، يتم استنطاقهم للإساءة إلى الرجل وإلى كل من يختلف معهم.
يأتي هذا في سياق ركض محموم من أجل إخفاء تبعات صوت وتأثير أم محمد التي تحدثت في الثامنة مع داود فبكت وأبكت المتابعين إثر شكايتها بشأن اختطاف عقل ابنها ونقله إلى سورية للقتال. إن عودة بعض أبنائنا من جحيم القتال في سورية، هو البشارة الأولى لوصول رسالة الثامنة مع داود.
لكن يبقى سؤال المليون الغامض: من يدير حساب وصال المسيء على تويتر؟، وإن كان الحساب لا يخصها فلماذا لا تتبرأ منه؟، بل من يمول وصال؟، ولماذا لا تتم مراجعة أهدافها وقياس فوائدها وأضرارها علينا؟. أخيرا السؤال موجه إلى وزارة الثقافة والإعلام: إن قناة وصال تزعم أنها تتحدث باسم المملكة العربية السعودية...هل هي كذلك؟.