الخلل في التعليم الابتدائي
أعلنت المملكة ميزانية 2014 التي جاءت قياسية كما توقعها المحللون، سعياً من الحكومة لاستمرار الإنفاق السخي على المشاريع ودعم الاقتصاد الوطني ومحاولة خلق فرص عمل جديدة للمواطنين وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
وقد استأثرت حصة وزارتي التعليم والصحة بالنصيب الأكبر من الميزانية، وهو أمر إيجابي في ظل أهمية هذين المرفقين وتأثيرهما في مستقبل البلاد والسكان على حد سواء. فقد خصص للتعليم 210 مليارات ريال بزيادة تقارب 3 في المائة على العام الماضي، فيما خصص لوزارة الصحة 108 مليارات ريال، بزيادة نحو 8 في المائة.
وقد استحوذ قطاع التعليم على نحو 24.5 من الميزانية العامة للمملكة، وهذا الأمر يبدي تصميم الحكومة القوي على السير قدماً في عملية تطوير التعليم والمناهج، إلى جانب تحديث البنية التحتية وبناء مدارس جديدة عوضاَ عن تلك المستأجرة.
إن ما نحتاج إليه اليوم بالفعل هو التركيز على المرحلة الابتدائية باعتبارها الرافد الأساس لجميع المراحلة اللاحقة، وإطلاق العنان لعقول النشء منذ المراحل المبكرة في الصفوف الأولية، وهذا يتطلب الاستثمار في بناء قدرات المعلمين والمعلمات للمرحلة الابتدائية، وإحداث تغيير كبير في المناهج الموجودة اليوم.
وهنا يمكن الاستفادة من تجربة الأمير خالد الفيصل في منطقة مكة المكرمة وما أحدثه من تغييرات جذرية في أسلوب التخطيط والإدارة، وبدا ذلك جلياً في إنجاز مشاريع درء السيول التي قسمها إلى مشاريع عاجلة، متوسطة، وطويلة الأجل، كما أن تجربة تنظيم الحج شاهد آخر على خبرة ودراية وزير التعليم الجديد.
يملك الأمير خالد بعد نظر وتخطيطا استراتيجيا وقدرة وخبرة إدارية تؤهله وتمكنه من إحداث التغيير المطلوب في قطاع التعليم، وهي النظرة والدراية بأسس التخطيط التنموي وأشكاله وأهدافه وأنواعه التي من أشكالها التخطيط الهيكلي الذي يعتمد على المدى البعيد، وتتراوح مدته بين 10 و20 عاماً، ويطلق عليه التخطيط الاستراتيجي، ويقصد به حزمة من القرارات التي تهدف إلى تغييرات عميقة بعيدة المدى.
ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعت، تقسم إلى أهداف متوسطة المدى تراوح بين 1 - 5 أعوام وتخطيط قصير المدى، ويسمى التخطيط التكتيكي وجميعها تكون ضمن الخطة الاستراتيجية بعيدة المدى.
في رأيي، أن الوزير الجديد استوعب هذا الخلل في تخطيط التعليم، وأن الأساس هو التعليم الابتدائي، وبالتالي تصحيح واكتساب الجديد الملائم مع البيئة المعرفية الراهنة التي ستغير حياة ومستقبل أبنائنا بلا شك.