مي قرشي .. سعودية موهوبة تتطلع إلى «نوبل»
ضمن أول دفعةمن خريجي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في مدينة تول، حققت السعودية مي ماجد صالح القرشي في عام 2013 درجة الدكتوراه في الهندسة الحيوية، وفي أول تصريح لها بعد أن قبضت على شهادة الدكتوراه قالت إن الدكتوراه ستكون رخصة الوصول لنَيل جائزة نوبل العالمية ـــ بإذن الله ــــ.
لقد عز عليّ ألا يكون سعودي واحد من بين العالميين الذين نالوا شرف الحصول على جائزة نوبل العالمية، وكتبت مراراً أتمنى من الأشاوس السعوديين والسعوديات أن يعدوا أنفسهم ويتقدموا للحصول على هذه الجائزة العالمية العزيزة، التي لها وقع علمي وعالمي واسع الأرجاء والأصداء.
وكنت دائماً أشدد بمطالبة الفعاليات العلمية في السعودية بالعمل على دفع أحد العلماء السعوديين لنيل جائزة نوبل العالمية.
ويجب ألا نستكثر على العبقرية السعودية الحصول على هذه الجائزة العالمية، فالتاريخ القديم والحديث يشهد للمواهب والقيادات في الجزيرة العربية بالتفوق والعبقرية وبلوغ الصعاب في جميع مجالات الحياة.
واليوم تلوح في أفق السعودية فرصة لكي تتقدم إحدى مواطنات السعودية لنيل جائزة نوبل في مجال من أهم مجالات العلوم والمعرفة.
إننا أمام مشروع سعودي متاح للحصول على جائزة نوبل، وأتصور أن الفرصة مواتية كي تدفع المراكز البحثية السعودية والجامعات السعودية في المملكة هذه الباحثة المتميزة وغيرها من الباحثات والباحثين المتميزين إلى سدّة الجائزة العالمية، وأخص بالذات جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي أصبحت واجهة مطلة على مراكز الأبحاث العالمية وأصبح لديها برامج علمية معلنة تسعى إلى تنفيذها للوصول إلى مراتب علمية متقدمة على مستوى العالم، ولقد أنشأت الجامعة وكالة متخصصة للتبادل المعرفي ونقل التقنية مع أكبر مراكز البحث العلمي في العالم، وأطلقت مجموعة من البرامج البحثية التطويرية الطموحة في مجالات مختلفة وبخاصة في مجالات العلوم العصرية الاستراتيجية مثل تقنيات النانو والتقنيات الحيوية، كذلك اتجهت الجامعة إلى بناء المؤسسات العلمية المتخصصة، فأنشأت مكتبة الملك عبد الله التي تضارع مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة.
لذلك كله أرجو أن يكون لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية دور إيجابى لدفع الدكتورة مي ماجد صالح القرشي وترشيحها للحصول على جائزة نوبل، حتى تدخل المملكة العربية السعودية مع الكبار الذين حصلوا على جوائز نوبل، وسجلوا أسماءهم وأسماء أوطانهم في سجل الخلود العلمي والعالمي.
ولعله من المناسب أن نرصد ما جنته مصر من فوز الأديب العالمي نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وما جنته من فوز العالم العالمي أحمد زويل بجائزة نوبل، وما أحرزته مصر من مكانة علمية على مستوى العالم.
وإذا كنت أتمنى أن تحصل الدكتورة مي القرشي على جائزة نوبل، فإنني أتمنى أيضاً أن تحصل على جائزة الملك فيصل العالمية ذات القيمة العلمية والعالمية التي لا تقل بأي حال من الأحوال عن جائزة نوبل، ودعونا نكون صرحاء فإن المقارنة بين جوائز نوبل العالمية وجوائز الملك فيصل العالمية مقارنة مطروحة باستمرار، وبالذات حينما تعلن لجنة نوبل عن أسماء الفائزين بجوائزها، وكذلك حينما تعلن لجنة جوائز الملك فيصل العالمية عن أسماء الفائزين بجوائزها، وجائزة الملك فيصل العالمية لم تخفِ سعيها الحثيث نحو منافسة جائزة نوبل، وهي منافسة علمية شريفة لا ننكرها بل نسعى إليها، ونؤكد نحن السعوديين أن جوائز الملك فيصل العالمية ترقى إلى مستوى جوائز نوبل العالمية.
ودعونى أكون صريحاً، إن عدم فوز سعودي واحد بجائزة نوبل، بينما فاز سعوديون كُثْرٌ بجائزة الملك فيصل.. يضعنا في موقف حرج، وإذا كان السعوديون لم يفوزوا بجائزة نوبل، فلماذا لا يعملون ويسعون للفوز بها طالما أن الأبواب مشرعة لهم كما شرعت أمام الأشقاء المصريين وأمام غيرهم من علماء العالم، علماً بأننا نرفض أي ادعاء يقول إن العقلية السعودية ما زالت أدنى من بلوغ استحقاقات هذه الجائزة!
إن السعودية قدمت ــــ عبر التاريخ القديم والحديث ــــ خدمات جليلة للإنسانية من مواقع شتى، أهمها سعيها الحثيث نحو تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي، وكذلك سعيها الدائم لترسيخ مبادئ الأمن والسلم الدوليين في كل أنحاء العالم، وها هو مركز الملك عبد الله لحوار الأديان والثقافات في قلب أوروبا في العاصمة النمساوية فيينا يفتح أبوابه لكل علماء وفقهاء الدنيا دون تمييز، بهدف نشر ثقافة التعايش والسلام فوق كوكب الأرض.
والآن تلوح أمام السعودية فرصة تقديم خدمة للبشرية من خلال أعمال العالمة والباحثة الدكتورة مي القرشي، وأقل ما تستحقه هذه العالمة هو جهود مُثَابرة لتمكينها من جائزة نوبل وتسجيل اسمها جنباً إلى جنب مع الكبار الذين أسدوا خدمات جليلة للإنسانية وغيروا ــــ كما يقولون ـــــ وجه الأرض.
إن السعودية باتت تغرد في جميع الأصعدة العالمية وأصبح لها دور في صناعة الحياة الكريمة لإنسان هذا العصر، ومن غير الملائم أن تقوم بكل هذه الأدوار العالمية وتظل بعيدة عن جائزة نوبل.
وهكذا يا مي أنت تواجهين التحدى، ولكن التحدي لن يكون صعباً طالما إنك بدأت تراهنين على بلوغ موانئ الحصول على جائزة نوبل، و"نوبل" لن تكون ضنينة على من يسعى إليها بكل جد ومثابرة وتصميم.