بالعربي .. عن الخليج

الخليج العربي يتدثر في منظور البعض بعباءة نفط فقط، حيث لا عقل ولا وعي. كنت أظن أن هذه الصورة أصبحت بالية ولم يعد لها وجود. لكنني ما زلت ألمحها لدى بعض من يزورون الخليج، ويكتبون عنه، مستغربين مثلا وجود مفكرين في الخليج، أو حتى وجود مثقفين وأناس يشترون الكتب. مع أن أرقام مبيعات معارض الكتب في الرياض والشارقة على سبيل المثال تقول الكثير.
كل الإشادات التي تأتي تعكس في باطنها رؤية تنتقص. فكيف يمكن لهذه الدول (الرجعية والظلامية) بتعبير بعض القومجية المتحولين، أن تكون مصدر إشعاع.
اليوم 18 ديسمبر تحتفل "اليونسكو" باليوم العالمي للغة العربية، وهي مبادرة تقدمت بها السعودية وتولى تمويلها آنذاك ودعمها الأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - بمبلغ ثلاثة ملايين دولار.
هذا الأمر يأتي في سياق مبادرات سعودية وخليجية أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة الملك عبد الله لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت.
وإلى جانب هذه المبادرات السعودية هناك مبادرات أخرى تواكبها من الإمارات وقطر وبقية دول الخليج العربي.
وهذه الإسهامات في التنمية العربية تضع الخليج العربي حاليا في المقدمة فيما يتعلق بالمبادرات في الشأن الثقافي والفكري والإبداعي والاجتماعي. وهذه ليست منة ولا مجال فيها للتباهي. لكن الأمر يحتاج إلى إنصاف ممن لا يزالون يتمسكون بفكرة دول العمق الحضاري ودول الهامش.
إن الثراء في العالم العربي بخليجه ومصره وشامه ويمنه ومغربه وبقية دوله تتحقق بالنظرة المتساوية، لا أحد أعلى من أحد ولا أقل من أحد. عندما تسود هذه النظرة تنتعش اللغة العربية والفكر وتعلو قيمة الإنسان. وهذه إشكالية يبدو أن مؤتمرات ولقاءات العرب لا تعتني بها قدرَ اعتنائها بوجبات المديح الظاهرية الجاهزة، التي تخفي سطورها نظرة انتقاص يقابله شعور من طرفين بالاستعلاء الزائف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي