إدارة الواسطة

يقول ستيفن كوفي "إذا نقلت المشكلة إلى مديرك فأنت مراسل وإذا نقلتها مع اقتراح بحلها فأنت مستشار أما إذا نقلتها وقد بادرت بحلها فأنت "قائد" وفي زعمي أن أغلب المسؤولين في رياضتنا يحوم حولهم المراسلون الذين يعرفون جيداً الفرق بين نقل المشكلة من أجل حلها و بين نقلها من أجل التقرب والحصول على رضا "المعزب" وبموافقة مبطنة منه حتى يضمن معرفة ما يدور من حوله وفي المحيط الخارجي.
أؤمن بأن أي عمل إداري حتى ينجح ويصل للهدف المخطط له يجب أن يعتمد على الكفاءة وليس على الصداقة أو القرابة العائلية التي نخرت "أي الأخيرة" في جسد رياضتنا منذ زمن ولا تزال حتى أننا أصبحنا نعرف "شجرة عائلة المسؤول" من كثرة ما تكرر على أسماعنا أسماء "جماعته" في المناصب وهنا يكون التساؤل هل الكفاءة تكون في الجينات وفي الواسطات؟!
في كرة القدم مثلاً، لولا موهبة أسطورة كرة القدم التاريخية زين الدين زيدان المهاجر إلى فرنسا من حواري الجزائر لما سمح له بأن يكون كما كان متسيّداً على الكل أقلها يتم إبراز من يملك الهوية الفرنسية، هنا لم يكن للواسطة دور في نجاحه، على صعيد التجارة فإن رجل الأعمال ستيف جوبز عرفناه من خلال عمله وليس نسبه، في الإدارة كان المرحوم غازي القصيبي يستخدم علمها وقوانينها حتى وصل إلى قلوب متابعيه من غير "واسطة" وأخيراً الراحل عبد الله الدبل الذي عرف كيف يعمل بين "عتاولة " مسيري كرة القدم في كل أنحاء العالم لم يكن أحد من عائلته سبباً في ذلك.
ما أريد قوله، إن الكفاءات الإدارية تحتاج إلي بحث حتى تسهم في تقدمنا وإن العلاقات والصداقات والواسطات هي سبب تخلفنا رياضياً، بل إن ثقافتها أصبحت تتغرس في المجتمع بشكل مخيف وحتى لا نتحول إلى مراسلين ساعدونا على تكوين جيل من القادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي