أم الفقراء "تريزا"
نوفمبر كان شهراً مُظلماً على الراهبة المسيحية "تريزا" التي توفي والدها في أحد أيامه وتعلق قلبها بالإيمان ونذرت نفسها لخدمة الأطفال المُشردين والعجزة مُنذ عقدها الثالث تقريباً وحتى وفاتها.
لم تكل أو تمل "تريزا" من تأدية رسالتها الخيرية التي تعدت مشارق الأرض ومغاربها وهي مكتسيةً بلباسها الأبيض وشريطتها الزرقاء وقلبها الصادق في خدمة فئات مجتمعية تفتقد المحبة والعطاء .
وفي زمن أصبح المال هو الهدف إلا أن الأم تريزا لم تُفكر بذلك أبداً في يومٍ من الأيام ولم تعتمد على الميزانيات المليونية لإنشاء دور رعاية أو جمعيات خيرية فقد حولت جزء من معبد كالي بالهند إلى منزل لرعاية المرضى المُصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والإعتناء بهم في مرحلة حياتهم الأخيرة فقط ليموتوا بكرامة !
صفات الأم تريزا الجذابة و الصادقة أختيرت كمسميات لمنازل الرعاية بعد تمددها و إنتشارها بالهند، فالقلب النقي يصف منزلاً يسكن بداخله المرضى المزمنين وتلك مدينة السلام ذات المنازل الصغيرة المأهولة بالمنبوذين من أصحاب الأمراض المُعدية.
وصلت الأم تريزا إلى عالمنا العربي عام 1982 وهي الوحيدة التي أوقفت إطلاق النار أثناء الإجتياح الأسرائيلي للبنان لإنقاذ 37 طفلاً كانوا محاصرين.
فقد العالم أماً تحمل أطناناً هائلة من المشاعر الدافئة لفئات لا ذنب لها، وكسبت إدارة جائزة نوبل للسلام إمرأةً كريمة يخجل الذهب أن يكون بين يديها، لكل من لديه فكرة يُريد أن يخدم من خلالها فئة من فئات المُجتمع فالأم تريزا أنموذجاً مشرفاً للعالم أجمع.
مقولة للأم تريزا : في نهاية حياتنا، لن نحاسب على عدد شهادات الدبلوم التي حصلنا عليها ولا على كم من المال قد جمعنا ولا عن عدد الانجازات العظيمة التي حققناها، ولكننا سنحاسب على "كنت جائعا فاطعمتوني، كنت عرياناً فكسيتموني، كنت مشرداً فأويتموني".