حكِّموا عقولكم .. يا حكام العراق
في الوقت الذي يفرحنا فيه الموقف السعودي "المُشرف" بإعلان الانسحاب من مشاركة مجلس الأمن جلساته، ما لم يضطلع بكامل مسؤولياته المنوطة به تجاه ما يجري في (وحول) بعض الأقطار العربية وشعوبها، في وقفة تحمل الكثير من التضامن والتعاضد مع الشعوب العربية التي تتعرض للاضطهاد والتقتيل.
تصدمنا بعض الأنباء - التي نتمنى ألا تكون صحيحة - حول تصرفات بعض القائمين على سجون عراقية، وذلك بإساءة معاملة المساجين السعوديين هناك! لا لشيء، اللهم لأن الأخضر السعودي الأول لكرة القدم تفوق على شقيقه ونظيره الأخضر العراقي في نزال قاري آسيوي جرى على أرض عاصمة الأردن عَمَّان.
كما نتمنى ألا يكون صحيحاً أن ذات المساجين السعوديين المساكين - من مفهوم أن غالبية المساجين في العالم من المساكين المغلوبين على أمرهم - موعودين أو متوعدين بما هو أسوأ، كمعاملة، في حال كرر المنتخب السعودي فوزه في نزال الإياب المقرر منتصف شهر نوفمبر المقبل!
بربكم وبمختلف معتقداتكم وجميع أطيافكم الاجتماعية والعرقية والدينية، هل يجوز مثل هذا الخلط بين الرياضة والتقاطعات المختلفة مما يجري من أحداث أُخرى؟!
اليوم، ومثلما سبق وكتبنا قبيل أيام، بعد تدخل مجلس الوزراء العراقي (مُجبراً) الاتحاد العراقي لكرة القدم على الانسحاب من المشاركة في دورة الخليج! بعد قرار دول الخليج بعدم إقامتها في البصرة لأسباب أمنية بحتة!
نقول: حكموا عقولكم يا من تحكمون وتتحكمون في تسيير كرة القدم، وأسرعوا للعمل على حل كل المشكلات التي تواجهكم بعيداً عن خلط الرياضة أو كرة القدم تحديداً بالسياسة، فبعد استمرار الاتحادين الآسيوي والدولي (فيفا) في حرمان منتخباتكم من اللعب على الأراضي العراقية، ها هو الاتحاد الدولي لكرة القدم يهدد بإيقاف النشاط الخارجي للكرة العراقية! ما لم يبادر الاتحاد العراقي بسرعة تسديد كل المتبقي من مستحقات المدرب البرازيلي (زيكو) البالغة مليوني دولار أمريكي تمثل رواتب أربعة أشهر!
اللهم (قوِّي) سياسيي ورياضيي كل العرب على من عاداهم، و(عزز) علاقاتهم ببعض بعيداً عن التدخلات الخارجية!