المرأة السعودية قادمة
هيفاء المنصور علامة تكتب نفسها ولا يكتب عنها، تحدثت معها للصحافة قبل سنوات ورفض رقيب الكرسي نشر حواري معها آنذاك، كان مجرد سينما وامرأة يخيف صاحب الكرسي المنخفض، لكن هيفاء كافحت، ولم يكن طريقها يسيرا، فهي تتعرض لكثير من العراقيل والإحباط حتى من زملاء الفن، وأخيرا هيفاء شقت طريقها كأمرأة تكتب بكاميرا تتقدم مسيرة النساء في كل المجالات، وقالت لأخواتها السعوديات إنه لا شيء يقف في وجه الإرادة، ووعدت بقدوم السعودية في كل مجالات الحياة.
أكتب هذا لأن هيفاء المنصور وصلت للأوسكار مع قناعتي أن هيفاء بكفاحها أكبر من الجوائز، فهي صاحبة مشروع لم توقفها المحبطات، ولم تثنها العراقيل، وقفت لتعطي المثال أن المرأة السعودية التي تعلمت ونمت إمكاناتها ستأخذ مكانها رغم الذين يحاربونها.
ليس مهمّا أن تفوز هيفاء بجائزة السينما في أي مكان، المهم أن هيفاء الرائعة وضعت بلدها السعودية على خريطة السينما مع أن هذه الصناعة وتقنياتها ما زالت اجتهادات فردية أو سينما مؤلف لا صناعة قائمة، وتوجد اجتهادات شبابية بعضها موفقة لكنها مرحلة مبكرة على أن يقال عنها سينما.
لا يمكن التفكير بالسينما دون وجود صالات وقطاع أعمال تجاري، فالسينما رغم أن لها جانبا ثقافيا مهما فهي سلعة تجارية استهلاكية وكل ما هو قطاع أعمال لا بد أن يجد مستثمرا حتى لو طال تأخره، فالمملكة بلد كبير، ولديها العنصر البشري وبقي باقي مدخلات الصناعة وتنمية كوادر تقنية تقوم على الصناعة.
تحدثت مع هيفاء المنصور حديثا مستفيضا قبل سنوات كانت مقنعة بإيمانها بعملها الذي سخرت نفسها له كمخرجة وطرحت آراء متقدمة تشي بأنها ستتقدم جيلها وتكن من الريادات النسائية.
اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تبدأ حركة النساء، فتجد هيفاء نفسها مع بعض النساء في مجالات كثيرة يتقدمن الركب ويحصلن على وسام الريادة كل في مجالها، وسأكرر مقولتي الدائمة النساء قادمات فأفسحوا لهن المكان.
لسنا خاصة من البشر ولا نساؤنا بخصوصية عن غيرهن، نحن نعيش في عالم تتشارك فيه المرأة والرجل دفع عجلة الإنتاج، فإن عطلنا شاباتنا عن العمل ستبقى حياتنا ناقصة، وجهد الرجل لن يكفي لنكون أمة متحضرة بين الأمم.