دعوة للتسامح .. وإعلان حب الوطن

لم أجد وقتاً لكتابة هذا المقال أفضل من هذه الأيام حيث هدوء الأنفس واطمئنان القلوب بذكر الله .. وملخص الفكرة أن نرفع مع حلول عيد الفطر المبارك شعار ''التسامح .. وإعلان حب الوطن'' من الجميع وخاصة بعض الكتاب والدعاة ومقدمي البرامج الحوارية .. فلقد ظهرت على السطح وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أخيرا خلافات ومشاحنات تدور أحياناً حول أمور يمكن حلها بقدر من التسامح وبكلمة طيبة ومناقشة هادئة تحمل معنى (رأيك خطأ يحتمل الصواب .. ورأيي صواب يحتمل الخطأ) ولو حدث ذلك لأخذنا بتعاليم ديننا الحنيف وابتعدنا عن ''الجدل'' الذي قال عنه الرسول الكريم ''ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل'' أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام .. وفي حديث آخر قال (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) إلى آخر الحديث .. ''والمراء'' هو الجدل الذي أصبح ظاهرة في مجتمعنا مع شديد الأسف وبهدف الشهرة الشخصية في معظم الأحيان.
هذا بالنسبة للتسامح .. أما حب الوطن فله علاقة وثيقة بما ذكرنا، فمن يحب وطنه لا يثير الشحناء والبغضاء بين فئات المجتمع ويتصيد الهفوات على الآخرين ويكبرها ويطرح آراء مثيرة للجدل وبألفاظ حادة وجارحة .. وهو بذلك يسدي خدمة كبيرة ''علمَ أو لم يعلمْ'' لأعداء بلاده المتربصين بها وما أكثرهم في هذا الزمان! ولذا فإن أفضل رد على من يحاول إثارة الجدل القول له (دعنا أولاً نتفق على حب الوطن ونعلن ذلك) .. وأنا على ثقة بأن الجميع يحبون وطنهم ولكن الإعلان عن هذا الحب مفقود لأننا نعتبر ذلك أمراً مفروغا منه ومع هذا السكوت عن إعلان حب الوطن تخيل الأعداء أننا لا نحب بلادنا .. أيها الكتاب .. أيها الدعاة .. أيها المغردون، إن وطنكم يستحق الحب فهو الذي وحده آباؤكم وأجدادكم بقيادة المؤسس الملك عبد العزيز .. ثم عاشوا حياة الفقر والكفاف التي أعقبت توحيد الكيان الكبير .. وأنتم بما يفعله البعض منكم من تقسيم للمجتمع وإثارة للشقاق تخالفون ما سطّره الآباء والأجداد في ملحمة الوحدة والاندماج في وطن يحبهم ويحبونه.
وأخيراً: هذا الوطن يستحق المزيد من الحب، ففيه من المزايا ما لا يوجد في وطن آخر .. سواء من الناحية القدسية حيث يضم الحرمين الشريفين .. أو من ناحية الثقل السياسي والاقتصادي عالمياً .. أو من كونه بلد التسامح والتعايش الكريم في ظل الأمن الذي يفتقده الكثير من الدول حولنا .. ولكن البعض قد لا يشعر بهذه النعمة التي لا يحس بأهميتها إلا من فقدها.

لوحة رمضانية مشرقة
ما أجمل صفوف المصلين في هذا الشهر الكريم .. وخاصة أن من أهم مكوناتها شباب قد لا تظهر عليهم صفات الملتزمين .. وهذا أبلغ رد على من يتهم شبابنا بعدم التمسك بتعاليم دينهم قياساً على ممارسات فردية يكبرها الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل يضع الكثير من علامات الاستفهام حول أهداف هذه الوسائل ومقاصدها من هذا الاستهداف لشباب بلادنا!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي