السمنة مرض قومي
زهقت من الكتابة عن السمنة وخطورتها .. وكيف أننا شعب يتحول بالنمط الغذائي الخاطئ والكسل والوراثة إلى شعب "مكرش"، فكل منا يسير وأمامه 20 أو 30 كيلو من الدهن يحمله في يقظته ونومه وفي أثناء عمله وطعامه، ويحمل أجهزة الجسم المختلفة عبئاً كبيراً.
الدكتورة "منيرة بارجاء" استشارية طب الأسرة والمجتمع تقول إن معدل السمنة بين السعوديين يبلغ نحو 65 في المائة ويصل أحياناً إلى 83 في المائة، وذلك في دراسة قام بها مركز معلومات التوعية الصحية في وزارة الصحة .. ووفقاً للدراسات المعلنة فإن نسبة البدانة موجودة عند المرأة، إذ بلغت 34 في المائة وهذا طبيعي نتيجة عملها في المطبخ وإعدادها الطعام .. إضافة إلى أن الكثير من البدينات عندما يعانين حالات نفسية: توتر، قلق، اكتئاب، تصب جام غضبها على الطعام .. يليها الرجال .. نسبة البدانة لديهم بلغت 37 في المائة .. أما المراهقون فقد بلغت 18 في المائة ومعظم طعامهم عبارة عن المأكولات السريعة الذي يحتوي على أعلى نسبة دهون .. في حين أن الأطفال ما قبل سن الدراسة بلغت النسبة لديهم 15 في المائة، وعادة في هذه المرحلة يعتمد الأطفال في طعامهم على الحلويات والآيس كريم والشيكولاتة.
وهكذا فإن النمط الغذائي لكل نسبة من هؤلاء .. وقلة النشاط والحركة وعدم ممارسة الرياضة، والوراثة والأمراض النفسية من العوامل المسببة للسمنة.
ومع الأسف فإن مضاعفاتها خطيرة على صحة الإنسان، فهي تسبب أمراض القلب والسرطان والسكري وقد تسبب الموت المفاجئ!
وتؤكد الدكتورة "منيرة" أن أكثر من 3 في المائة من حالات السرطان المسجلة في المركز كان لها علاقة بالسمنة .. وهذا أمر يدعو للقلق .. والتفكير ألف مرة قبل أن تترك أجسامنا ضحية لهذا الداء .. لذلك لابد من الإسراع والأخذ بالعلاج .. بالانتظام مع طبيب لمتابعة الريجيم الذي يناسب كل جسم .. وكل حالة أو تغيير نمط الحياة إلى نمط صحي .. والابتعاد عن المأكولات الدسمة الغنية بالدهون .. الابتعاد عن الحلويات والسكريات .. وكل ما يساعد على زيادة الوزن .. تناول الخضراوات بأنواعها .. ممارسة الرياضة والتمارين الرياضية في البيت ممن لا يتوافر له النوادي أو المراكز الصحية .. أخيراً العمليات الجراحية بحزام وتدبيس المعدة وإن كنت أفضل أن يكون الخيار الأخير .. ولا نغفل ما يجب أن تقوم به وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة من حملات توعية من الأمراض الخطيرة التي أصبحت السمنة واحدا منها .. مثلها مثل التدخين ..!! ونشر الوعي الصحي للحد من انتشار هذه الأمراض ولاسيما أن سدس العالم يعانون زيادة الوزن.
ورمضان الكريم على الأبواب، علينا أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن العادات السيئة في الأكل لتفادي وضع أوزان إضافية في هذا الشهر الفضيل. وكل عام وأنتم بخير.