أزمة «تعامل»

على الرغم من أننا نتباهى بتطبيق الاحتراف منذ أكثر من عشرين عاماً في ملاعبنا إلا أننا أصبحنا في الآونة الأخيرة أمام أزمة كبيرة تضرب في صميم العلاقة والتعامل وتطبيق لوائح الاحتراف بين الأندية واللاعبين المحترفين.
أقرب مصطلح يمكن أن أطلقه على أزمة التعامل هذه هو مصطلح "التصريف" الذي يبدو أن استخدامه لم يعد حكراً على جشاع الأسهم وهوامير البورصات، بل يمكن أن يستخدم بطريقة سلبية أخرى في الأندية، فالنادي يمكن أن (يصرِّف) لاعبين محترفين في وسط الموسم وينهي مسيرتهم ويمنعهم من التدريبات بمجرد خطاب دون أي مراعاة للائحة الاحتراف أو تفكير في مستقبل اللاعب كما حصل للاعبي الاتحاد ولاعب الشباب سابقاً عبده عطيف، كما أن اللاعب يمكن أن (يصرِّف) نفسه بالتمرد على ناديه وتعقيد خططه قبل بداية الموسم؛ بسبب خلاف بينه وبين المدرب مثلما يفعل الشمراني بالشباب.
هذه "التصريفات" الانفعالية في تصوري يمكن أن تفتح باباً لا يسد لكل من يريد إنهاء مسيرة لاعب أو إرباك فريق لمجرد خطاب أو إضراب! وتثبت أننا بعيدون كل البعد عن حلول (وسط) تستطيع التوفيق وحماية علاقة الطرفين تحت المبدأ النبوي السامي الذي يؤكد على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار".
الغريب في الأمر أن كل هذه القرارات البعيدة عن المنطق تحدث وسط غياب تام للحوار الهادئ الذي يمكن أن يسهم في تقريب وجهات النظر بين اللاعب وناديه، والأشد غرابة عندما يغيب تطبيق واستحضار اللوائح الواضحة عن الأندية واللاعبين ووكلائهم، ويؤثر هذا الاستسلام والرضا بقرارات مصيرية كهذه في إلحاق الضرر بأسعار اللاعبين أو إنهاء مسيرتهم وإرباك النادي وضياع حقوقه وهيبته.
أسوأ ما في هذه الموجه التصريفية المؤثرة التي غاب عنها صوت العقل والمنطق واللوائح المنظمة لعقود كهذه أنها أفرزت لنا تداعيات خطيرة تستلزم أن نتعامل معها مستقبلاً باحترافية؛ فمن كان يصدق أن تكون نهاية الأسطورة نور عبارة عن عقد بمبلغ مقطوع؟ وكيف لنا أن نتصور نهاية سيئة للموهوب عطيف؟ وماذا عن الشباب.. أيستطيع تعويض ناصر الشمراني في وقت قصير؟ وهل يدرك الشمراني أيضاً حجم التحدي والضغوط والفارق الكبير بين ناد جماهيري وغير جماهيري..
لماذا نصر على إنهاء نجومنا بهذه الطريقة؟ وما الطريقة المثلى لحفظ حقوق الطرفين؟
أنتظر الإجابة عن هذه التساؤلات من أندية ولاعبين يُخيَّل لي أنهم محترفون؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي