تعايَشْ مع القلق ولا تخْشَه

نتيجة للأحداث العالمية المتسارعة وما أفرزته من أوضاع اجتماعية واقتصادية متردية، كان على علماء النفس في العالم أن يجمعوا على رأي واحد في معالجة مرض القلق النفسي، مفاده التقليل ما أمكن من جرعات العقاقير المهدئة. هذا ما أعلنه أخيرا جين هايسون مدير المعهد القومي الأمريكي لاستخدام العقاقير، الذي أوصى بضرورة عدم استخدام الأدوية والمهدئات إلا في حالة الاحتياج الفعلي لها.
ويؤكد كبار أطباء الأمراض النفسية أن الأدوية ليست هي العلاج المناسب لضغوط الحياة اليومية والصراعات المستمرة التي يتعرض لها الإنسان، حيث إن هذه الأعراض تختلف عن المخاوف المرضية والأفكار الغريبة التي تصيب المرضى النفسيين.. وفي إحصائية علمية صدرت أخيرا عن مراكز استخدام العقاقير المهدئة في الولايات المتحدة، جاء فيها أن الشعب الأمريكي يبالغ في استخدام هذه النوعية من الأدوية بحثا عن علاج للحالات العصبية والقلق والاكتئاب خاصة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وثبت أن إجمالي إنفاق الشعب الأمريكي على أدوية الاكتئاب الذي بلغ عشرة مليارات دولار قبل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) تزايد كثيرا وتضاعف بشكل جنوني بعد ذلك التاريخ في نيويورك تحديدا.
وفي دراسة إعلامية صدرت في بعض الولايات الأمريكية حول مدى تأثير عناوين الصحف والمجلات في الأفراد اتضح ارتفاع حالات القلق والاكتئاب بين متابعي الأخبار اليومية في الوسائل الإعلامية المختلفة.. يقول الدكتور آرثر كابلان من جامعة بنسلفانيا إنه لا بد من مراعاة أخلاقيات المهنة في وصف أدوية مرض القلق والاكتئاب، ونوه الدكتور كابلان بأن الدواء المضاد لحالات الاكتئاب والقلق قد ابتكر فقط لعلاج المخاوف المرضية والحالات النفسية المعقدة التي تؤثر بشكل مباشر في نشاط المريض اليومي وتمنعه من ممارسة واجباته اليومية، هذا إلى جانب نوبات بكاء مفاجئة تعتريه من وقت لآخر وتدفعه لملازمة منزله، ويميل الكثير من أطباء علم النفس إلى وصف هذه النوعية من الأدوية للمريض غير المتزن الذي تتخذ ردود أفعاله شكلا مرضيا من جراء الاعتداءات وغيرها من الأحداث الجارية أكثر من الأشخاص العاديين، وقال الدكتور آرثر كابلان إن هذه الأعراض تتعلق أساسا بصحة المريض العقلية ومن ثم يكون الدواء مجديا، أما في حالة تناول المريض المتزن الذي تساوره بعض المخاوف المبررة أدوية القلق والاكتئاب، فستكون أضرارها حتما أكثر من منافعها كفقدان الذاكرة والأرق وذلك في حالة الاعتياد عليها.. وحول كيفية علاج حالات الخوف والاضطراب التي يعانيها كثير من الناس، وتعد سمة العصر كنتيجة للأوضاع المعيشية غير المستقرة، فإن خبراء علم النفس الحديث ينصحون بالتعايش مع القلق وعدم الهروب منه واعتبروا أن هذا هو العلاج النفسي الوحيد.

همس الكلام:
"هناك متَّهم بإفساد الحياة الزوجية اسمه الملل".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي