الفاهم والمتعصب
أحد أصدقائي في العمل يدعى محمود من المشجعين المحبين لنادي ريال مدريد الإسباني ومن متابعيه بشكل يومي ولكني سأعود بذاكرتي إلى بداية الموسم فقط فقد بدأ موسم الريال بلقاء برشلونة في كأس السوبر الإسباني حيث كان مدريد هو بطل الدوري الماضي وبرشلونة بطل الكأس وكانت المباراة الأولى في ملعب برشلونة الكامب نو وكعادة مباريات الفريقين كانت مليئة بالندية والحماس وإلى النهاية ظلت النتيجة تقدم برشلونة بثلاثة أهداف لهدف ولكن سجل البرتغالي أنجل دي ماريا هدفاً مهماً لتنتهي المباراة 3/2 لبرشلونة.
إلى هنا كان الحديث متحفظاً من صديقي المدريدي وأن كأس السوبر ليست مهمة مع المديح لمدريد ولمحاولاته لنهاية المباراة وأن هدف دي ماريا كان مهماً بقوة وقد يحسم البطولة، وهذا بالفعل ما حدث لأن المباراة الثانية في ملعب مدريد انتهت بفوز مدريد 2/1 وبالتالي كأس السوبر مدريدي مع بداية الموسم وبالطبع صديقي المدريدي جعل من بطولة السوبر مثل كأس العالم للأندية والمدرب جوزيه مورينيو هو الداهية الذي أذل برشلونة.
وتمضي الأيام ويبدأ الدوري لنأتي لصديق آخر يدعى غسان وهو من مشجعي ومحبي برشلونة حيث كان في الموسم الماضي المدرب بيب جوارديولا هو الأفضل في العالم والأذكى على مستوى المدربين ولذلك بداية الموسم لبرشلونة وخسارة كأس السوبر (غير المهمة في نظر البرشلونيين) كان البديل تيتو فيلانوفا ليس في المستوى المطلوب لطموحات فريق مثل برشلونة، ومع استمرار الدوري وتحقيق الانتصارات لبرشلونة أصبح البطل فيلانوفا محقق الأرقام القياسية من ناحية صديقي البرشلوني بينما تعثر الريال وأصبح الملام فيه هو الداهية مورينيو من قبل صديقي الريالي.
وهكذا تستمر المباريات بين مد وجزر وبين تحد بين الفريقين حتى الوصول لنهائي دوري الأبطال ولكن الصدمة كانت على صديقيّ الاثنين بخروج الريال وبرشلونة من نصف النهائي مع بداية التبريرات لفيلانوفا بالعلاج الذي كان عليه ولمورينو بأن حظه لم يكن مناسبا وفى هذا الأسبوع أصبح عند المدريديين مدربهم مورينيو عاطلاً عن العمل بل من الممكن ألا يجد فريقاً يدربه. بينما البرشلونيون يرون أن مدربهم يجب تغييره وتجديد الفريق بعدد من اللاعبين.
هنا التأكيد أن التحليل ومتابعة كرة القدم لا يخرج فيها المتلقي أو المشجع من تعريفين الفاهم والعالم بأمور ومعطيات وحلول كرة القدم والمتعصب صاحب الرأي المرحلي حسب الحاجة وظروف الفريق وحالته الفنية، وبالطبع نحن نرى في أنفسنا أننا من الفريق الأول من الجمهور الفاهم النموذج في الحيادية ولسنا متعصبين أبدا أبدا أبدا.
وعلى المستوى المحلى هناك عدد كبير من النقاط في هذا الموسم اختلف فيه الفاهم من المتعصب وعليكم التحديد أي جهة منهم هي الصحيحة:
- فوز أحمد عيد الرياضي القدير والخبير برئاسة أول اتحاد منتخب لكرة القدم السعودي.
- إلغاء كأس السوبر السعودي الذي كان مقررا له بداية الموسم لأن الروزنامة لا تتحمل مباراة واحدة زيادة على الموسم الطويل والمرهق، إضافة إلى أنها غير محددة بين من؟ بطل الدوري (أساسي) بطل كأس الملك أم بطل كأس ولي العهد؟
- تحقيق النادي الأهلي المركز الثاني في دوري أبطال آسيا.
- تحقيق الفتح دوري زين السعودي للمحترفين بسبب انخفاض مستوى الفرق الأخرى.
- تسمية الدوري القادم دوري عبد اللطيف جميل وليس دوري (العم) تويوتا.
- انتقال محمد نور من الاتحاد للنصر والإحلال في نادي الاتحاد.
- انتقال أحمد الفريدي من الهلال.
- انتقال أسامة هوساوي من أندرلخت البلجيكي إلى النادي الأهلي.
- قرعة الصاعد من دوري ركاء (قانون النص ريال) وغيره الكثير من الأمور.
عموما أعتقد أن الإجابات عن النقاط الماضية ستكون كلها إجابات الفاهمين وكما أن المثل يقول (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).