آسيا ضائعة بين العرب والآسيان
ستبقى آسيا مطمعا للعرب طالما أن الشرق تنازل عن حقوقه في المنافسة على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فلم نر أي مرشح سواء كان من كوريا أو اليابان ينافس العرب على منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي واكتفت هذه الدول بعضوية اللجان فقط!
هل هذا يعني أن دول شرق القارة ليس لديها كوادر وكفاءات مؤهلة تستطيع ترشيح نفسها لمنصب الرئيس، أم لديها توجهات مختلفة عن الفكر العربي تستطيع من خلالها الحصول على مطالبها التي تحتاج إليها من كعكة القرارات الآسيوية، ربما أن الشرق يؤمن بأن اللجان غالباً تكون أقوى تأثيرا من منصب الرئيس، والدليل على ذلك أن الشرق استطاع فرض أجندته على لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي، وذلك بتثبيت مواعيد انطلاق بطولة كأس آسيا للمحترفين، في الوقت الذي يناسب جدولتهم المحلية، ما جعل رزنامة المسابقات الآسيوية متوافقة تماماً مع رغبة الشرق وتحديد أيام الثلاثاء والأربعاء التي تقام فيها المباريات رغم المعارضة الشديدة من قبل دول غرب آسيا على تلك المواعيد التي لا تتناسب مع رزنامتهم المحلية في منطقة الخليج وما حولها.
أتعجب من حرص بعض العرب في تقلد بعض المناصب الحساسة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبلادهم تعاني سوء الإدارة والتنظيم وقلة المنشآت وضعف الدوري وعدم تطبيق الاحتراف ومعايير أخرى لا يتسع الحديث لذكرها، ولعل الدافع الأساسي من المنصب هو قيادة معول التغيير والتطوير في الاتحاد القاري، فأعتقد من وجهة نظر شخصية أن فاقد الشيء لا يعطيه ومن ليس لديه إلمام ومعرفة وتجربة مدعومة بإنجازات فلن يقدم أي نجاح يذكر لأني أعتقد أن الفوز بأي منصب آسيوي هو ''بريستيج'' بالنسبة إلى هؤلاء، ولا أود أن أقسوا على أحد بعينه أو أطلق الأحكام قبل بداية العمل ولكن نحن بحاجة إلى شباب يقودون معول التغيير للأفضل؟
دوري المحترفين الآسيوي هو أقوى مسابقات القارة الآسيوية من الناحية الفنية والتنافسية والوصول إلى المباراة النهائية والظفر باللقب هو مطلب لجميع الفرق المشاركة في هذه البطولة، وقد قدمت الكرة السعودية في البطولة السابقة مستويات فنية وتكتيكية رائعة، استطاع تجميع الفرق السعودية في الموسم الماضي الوصول لدور الـ 16 ومنها من تخطى هذا الدور وذهب إلى أبعد من ذلك، ومنها من تعثر وخرج مبكراً، واليوم سنشاهد ونستمتع بثلاث مواجهات قطرية سعودية من العيار الثقيل، فهل يظفر القطريون بثلاثة مقاعد في دور الثمانية، أم يكون لدى الفرق السعودية أقاويل أخرى تسعد جماهيرهم ويحافظون على بعض مكتسبات الموسم الماضي؟
من يلهث خلف سراب مستحيل يصعب تحقيقه رغم أنه يرى بوادر الفشل من البداية ويتمسك برأيه حتى نهاية الطريق الذي لا يسلكه إلا المتهورين ولسان حاله يقول ''لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سيبل الرشاد'' فرغم قل الخبرة لديه إلا أنه يوحي لك أنه الفاهم الوحيد، هذه العينة من الناس تتواجد بكثرة في وسطنا الرياضي وفي إدارة الأندية، وهي من أبرز عوامل التخلف والتعصب وحالات الاحتقان التي بين منسوبي وجماهير الأندية، متى تختفِ هذه الظواهر من رياضتنا يرتقِ مستوى الوعي لدى الشارع الرياضي حتى لا نفتقد مواهب كانت تنتظر فرصتها، فمن يقف في وجه هؤلاء ويوحد العمل في الأندية لكي نتقدم نحو الأفضل في جميع المجالات الرياضية؟