ماذا حدث ليلة انتخابات آسيا .. !!

عندما تحدد أهدافك وتصر على مواصلة المشوار مهما كان الثمن باهظاً، وتؤمن بأنك ستصل يوماً ما حتى لو استغرق تحقيق الهدف هذه المسافات الطويلة، فأنت ترى بصيصا من الأمل لا يراه الآخرون، وتعلم أن العناء والتعب والمثابرة من أجل أن كسب التحدي الكبير يحتاج إلى إصرار وإرادة قوية حتى ولو طال انتظاره.
قبل بضع سنوات احتدمت المنافسة بين رئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام و الرئيس الجديد الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وفاز ابن همام بفارق ضئيل من الأصوات رغم أن حظوظ الشيخ سلمان كانت في ذلك الوقت أقل بكثير من حظوظ محمد بن همام من يحمل سجلا مشرفا على الصعيد الآسيوي، إضافة إلى أنه يمتلك دعما لا محدود من دولته قطر والإمارات الشقيقة، وهاهو الشيخ سلمان يعود للمنافسة مرة أخرى إلى منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي عن طريق صناديق الاقتراع فينتزعه بقوه من أمام نائب رئيس الاتحاد الآسيوي يوسف السركال وبفارق كبير وذلك بفضل الدعم الذي تلقاه من حكومته في البحرين ومساندة الكويتية والسعودية.
ربما أكثر المتفائلين في الساحة الرياضية والخليجية بشكل خاص لم يتوقع هذا الفوز الكاسح من الأصوات لمصلحة للشيخ سلمان بن إبراهيم الذي رتب أجندته الانتخابية بشكل رائع وكوّن فريق عمل قاد هذه الحملة باقتدار وذلك عقب خروجه المشرف في المعترك الآسيوي السابق فاستغل حدة الخلاف الذي نشب بين يوسف السركال والشيخ أحمد الفهد، وعقد الجلسات تلو الجلسات مع الشيخ أحمد الفهد في بطولة الخليج فاستثمر الشيخ سلمان البطولة لمصلحته عندما وجه العديد من الدعوات لبلاتر وميشيل بلاتيني وعدد من الشخصيات الآسيوية التي حضرت مباراة الافتتاح ونهائي البطولة.
بفضل ما يملكه من علاقات ونفوذ وخبرة في الانتخابات الأولمبية الآسيوية تكفل الشيخ أحمد الفهد بملف الشيخ سلمان الخليفة وراهن على نجاحه، وكان في كل لقاءاته يؤكد على أن الشيخ سلمان هو الرئيس القادم ولم يجد هذا التوجه أي اعتراض سعودي رغم أن السعودية لها ثقلها الآسيوي والدولي بقيادة الأمير نواف بن فيصل. وكون الدكتور حافظ المدلج كان قريبا من يوسف السركال إلا أن القيادة الرياضية السعودية لم يتغير موقفها من ترشيح الشيخ سلمان منذ عام 2009 م ليكون ترشيح الدكتور حافظ المدلج حلاً توافقياً جاءت فكرته من شخصيات قطرية حفاظاً على توحيد جهود أبناء الخليج في مرشح واحد.
من تابع تصريحات جوزيف بلاتر وميشيل بلاتيني فور وصولهما إلى أرض الحدث في كوالالمبور يعلم علم اليقين أن توجهات "فيفا" تصب لمصلحة الشيخ سلمان الخليفة، فقد حذر الأول من فلول ابن همام والمقصود يوسف السركال، وقد أظهر الآخر دعمه المباشر للشيخ سلمان بن إبراهيم. بعدها أعلنت اليابان وكوريا والصين أن أصواتهم ستكون لمصلحة الشيخ سلمان بن إبراهيم، وهذا يعني أنه قبيل بداية الانتخابات بساعات حسمت الأصوات لمصلحة سلمان بن إبراهيم.
سؤال عريض ومحير: هل يستمر الشيخ سلمان إلى ما بعد عام 2015 م أم تظهر أسماء أخرى وشخصيات جديدة تنافس الشيخ سلمان بن إبراهيم على كرسي الرئاسة؟ وهل يستطيع الشيخ سلمان الخليفة أن يظهر كل ما لديه خلال الفترة الوجيزة القادمة؟، أكاد أجزم أن الفترة القادمة لن تسعفه في تغيير ديكورات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فلماذا نسمع أكثر من شخص يتوعد ويؤكد أن الحسم سيكون في الانتخابات القادمة بعد 18 شهرا من الآن.
يتبقى على رئيس الاتحاد الآسيوي الجديد أن يلملم الجراح الماضية ويغلق العديد من الملفات الساخنة التي من الممكن أن تعوقه عن النجاح في مرحلة الانتخابات القادمة والتي سيأخذ فيها فرصته كاملة ويستطيع تغيير العديد من الاستراتيجيات التي أرهقت الغرب على حساب رضا شرق القارة، كما أتمنى أن يضيق هوة الخلاف الذي نشأ بين أبناء الخليج الواحد ويسعى بكل قوة لتلبية مطالب الاتحادات العاجزة عن دعم وتفعيل اللعبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي