كم قائدا في الملعب؟
التنظيم في عالم كرة القدم أو حتى الرياضات الجماعية يتطلب أن يكون هناك قائد للفريق يحمل عادة شارة بألوان مختلفة في أحد ساعديه الأيمن أو الأيسر ولكن ما المواصفات التي تعتمد عليها الفرق عادة حتى يكون أحد لاعبيها هو القائد؟
ونحن كما نعلم أن كلمة القائد هي مرادفة وبمعنى كلمة الكابتن نفسه والتعريف من ويكيبيديا نصاً هو الشخص الذي يمتلك الإمكانات الأعلى من مجموعة من الناس وهي في الأصل كلمة يونانية Kapitano تم تحويلها للإنجليزية.
إذن الأصل في قائد الفريق أن يمتلك إمكانات عالية على المجموعة التي يقودها وهنا أيضا تختلف المعايير من فريق إلى آخر، ولن أخوض في معايير الأندية خاصة المحلية أو حتى المنتخبات ولكن الحديث والسؤال الذي به عنوان هذا المقال هو كم قائد في الملعب.
في اعتقادي أن الفرق البطلة التي تحصل على الإعجاب والقبول من النقاد الرياضيين والمختصين والجمهور بالطبع يكون لديها من ثلاثة إلى أربعة لاعبين بمرتبة وبإمكانات قائد في الملعب والفريق المتكامل هو من يكون عنده أربعة لاعبين بمرتبة قائد في كل خط من خطوط الفريق من الحارس أولا مرورا بالدفاع والوسط ثم الهجوم ويكفي أن يكون لاعب واحد في كل هذه الخطوط يفعل كل شيء ويوجه زملاءه ويعطيهم من خبراته وموهبته.
وهذا الحديث مشابه إلى حد كبير موضوع أو مقولة العمود الفقري للفريق ولإيضاح المقصد من كتابتي اليوم لنأخذ المثال قبل ثلاثة مواسم بفريق كرة القدم بنادي الهلال حيث كان المدرب هو البلجيكي إيريك جيريتس ولكن القادة في أرض الملعب كانوا على النحو التالي: محمد الدعيع حارس المرمى أسامة هوساوي في خط الدفاع والروماني ميريل راودي في محور الوسط والبرازيلي تياجو نيفيز في الهجوم .عمود فقري متكامل للفريق وبالطبع بقية اللاعبين من المتمكنين في مواقعهم مثل محمد الشلهوب وياسر القحطاني والكوري يونج.
وللتوضيح مثال آخر وهو نادي الفتح في هذا الموسم فهناك المتألق عبد الله العويشير في حراسة المرمى وسيسيكو في خط الدفاع وأمامه شادي أبو هشهش في محور الوسط أمامه إيلتون البرازيلي في صناعة اللعب وأيضا في الهجوم سالومو في خط الهجوم وبالطبع وجود أداء خارق للعادة من حسين المقهوي وحمدان الحمدان، لكن الميزة الأكبر في قادة الفتح هي المرونة الكبيرة في العمود الفقري حيث تشكل تحركات إيلتون (الحر في خط الوسط) مرونة في مكمن خطورة الفريق وأيضا عندما يكون الفريق تحت الضغط تكون مرونة العمود الفقري كبيرة حيث من الممكن أن ينضغط ويعود المهاجم والهداف دوريس سالومو لخط الوسط وخاصة لمساعدة المحور الدفاعي شادي أبو هشهش.
وسريعاً من الفرق العالمية الكبيرة اليوفي أو السيدة العجوز حيث تواجد جان لويجي بوفون في الحراسة يشكل ثقلا في القيادة وهو القائد الرسمي للفريق ثم كلليني (بونوتشي في بعض الأحيان) في الدفاع والجوهرة التي وجد اليوفي ضالته فيها الموسم الماضي (أندريا بيرلو) في خط الوسط وطبعا فوسينيتش في الهجوم مع العديد من النجوم حول هذا العمود الفقري. الريال يتميز بهذه الميزة وتواجد كاسياس (قبل غيابه القسري) وفي الدفاع يظهر سيرخيو راموس ثم المميز كزافي الونسو وبالطبع كريستيانو رونالدو في الهجوم. والمواجهة في إسبانيا مع برشلونة الذي يمتلك قادة يشكلون عموداً مميزا للفريق حتى وإن لم يقتنع الكل بقدرات فيكتور فالديز في حراسة المرمي وأيضا الدفاع سواً كارلوس بيول أو جيرارد بيكيه كبداية للقادة في الحراسة والدفاع ولكن هناك الميزة التي لا توجد في فرق عديدة وهي الامتداد العرضي للعمود الفقري في خط المنتصف بوجود بوسكيتش كمحور دفاعي والمميز كزافي والمهاري آنييستا ثم بقية العمود وامتداده مع الأفضل على العالم أربع سنوات متتالية ليونيل ميسي.
لذلك من أراد المنافسة من الفرق يجب من الآن البحث عن القادة الثلاثة أو الأربعة للفريق لتشكيل العمود الفقري لضمان المنافسة والنجاح.