التعاون صعد ليبقى
الفكر والمال يعتبران من أهم ركائز العمل الناجح والمنظم، فلا يستطيع المسؤول عن أي منظمة رياضية أن يحقق التفوق بالمال دون الفكر والعكس صحيح، وقد لاحظنا خلال هذا الموسم الرياضي الحالي أن هناك أندية تمتلك قوة المال وتفتقد الفكر ولم تحقق أي إنجاز يذكر منذ سنوات وهناك أندية تمتلك الفكر وتفتقد المال ولم تحقق البقاء في الأضواء, وهناك مقولة شهيرة يرددها عامة الناس، إن المال يجلب الفكر، وفي المقابل تجد من يؤمن إيماناً تاما أن الفكر هو من يجلب المال، ماذا لو توفر الفكر والمال ولم يحقق هذا النادي نجاحا يليق بسمعته ومكانته بين الكبار؟.. أعتقد أن أجواء وبيئة العمل لها علاقة بالنجاح فقد تساعد بشكل كبير على تحقيق إنجاز وقد تكون سببا في فقده، فهناك أمثلة عديد توفر فيها المال والفكر ولم يحالفها النجاح باقتناص إحدى بطولات الموسم.
بقاء التعاون في دوري الأضواء موسماً ثالثاً دليل على أن الفريق على مقربة من الثبات ولسنوات عديدة في الدوري الممتاز ويحتاج فقط إلى ترميم صفوفه بأجانب يصنعون الفارق بالمباريات ومدرب جيد يستطيع توظيف اللاعبين واللعب على إمكاناتهم مع تصعيد بعض الأسماء الواعدة من درجة الشباب والسعي على تحسين الأجواء الشرفية وإذابة الجليد الذي تراكم من بداية الموسم وألقى بظلاله على مسيرة الفريق والعزوف الجماهيري الكبير الذي شاهدناه هذا الموسم.
التعاون صعد ليبقى وبقي ليتطور من موسم لآخر وستتحسن نتائجه بجهود أبنائه المخلصين الذين يقدمون العطاء بالمؤازرة المادية والمعنوية والفكرية من سنوات دون كلل أو ملل ويطمحون في تقديم الأفضل من أجل تحقيق مكتسبات جديدة تضاف إلى تاريخ ناديهم، ولعل أبرز الشواهد التي يفتخر بها كل منتسب لنادي التعاون تميزه على مستوى الفئات السنية بوجود الناشئين والشباب في الدوري الممتاز وهذه سابقة وأولوية ميزته عن منافسيه في منطقة القصيم.
الكل يتساءل ماذا لدى التعاونيين في الموسم المقبل؟ وهل استوعب أصحاب القرار دروس الماضي أم أن الفريق سيستمر في دوامة المحافظة على البقاء مرة ثالثة؟ ربما أن الموسم المقبل سيكون أفضل من سابقه متى ما أدرك التنفيذيون أخطاء الماضي الفنية والإدارية وسارعوا في تصحيح المسار فأصلحوا ما يمكن إصلاحه مع تكاتف شرفي وإعلامي من أجل تحقيق مصالح عليا وأهداف سامية تصب في تاريخ نادي التعاون وتاريخ رياضة المنطقة.
أجاد الاتحاد السعودي لكرة القدم مع رابطة دوري المحترفين في تنظيم مراسم التتويج التي تقلد فيها نجوم الفتح صدارة الدوري السعودي، وهذا التميز يحسب لصالح مجلس إدارة الاتحاد السعودي المنتخب كباكورة أول بطولة دوري في العهد الجديد، كما لا أنسى دور رابطة المحترفين برئاسة القدير محمد النويصر في الإشراف والتنظيم الرائع الذي أسهم في إظهار الحدث بشكل جميل، وهو ما يستحقه نادي الفتح الذي ثابر وقاتل وأمتع ووصل عطاؤه حتى حقق أغلى البطولات السعودية وأكثرها صعوبة فهنيئاً للفتح وجماهيره هذا العرس الكروي التاريخي.
صعود العروبة لأول مرة في تاريخه لدوري الأضواء قصة كفاح صاغها أبناء العروبة في قالب بطولي راح ضحيته صائد الكبار وغيره من أندية ركاء وأبرز معالمها الدعم الشرفي والجماهيري الحاضرة في جميع المناسبات، لقد سطر أبناء سكاكا أعظم ملحمة في تاريخ الشمال وسيجبرون كبار الأندية السعودية على زيارة الجوف والتمتع بمعالمها والبحث عن طوق نجاة من مفاجآت فارسها، فهنيئاً للجوف وللعروبيين هذا العطاء المشرف الذي يحتاج إلى دعم وعمل من أجل تحقيق هدف البقاء في الموسم المقبل.