غسق الأنواء
يا طائف الورد وصل الغانيات جفا
وموعد العطر في عين الورود غفا
لو فزّز القطر نهد اللحظة ارتعشت
بعض الأماني، ودمع العين ما وكفا
لكنه غسق الأنواء تحسبه
غيثا، فتلقاه في خد الشروق حفا
من( وج ) أبذر في ( المثناة ) لؤلؤتي
فينثر الظل في إشراقتي كلفا
وصل الأحبة خيطٌ مرهفٌ، بتِكٌ
شرابه الدمع ، إن لم تروهِ انقصفا
وآية الفرحة البيضاء تذبلها
ملوحة الدمع في خد بها تلفا
قارورة قدرتها الروح أغنية
حتى تراقص فيها اللحن وارتجفا
سما بها الشعر جذلانا ونصبها
أميرة وتنادى حولها شرفا
وماس في سكرات الحس يسكبها
سلافة في كؤوس الروح وارتشفا
ينام رشدا بها في غي سكرته
ويستفيق على آهاتها كلفا
في صمتها أغنيات الوجد في خلدي
وهمسها نغم في القلب معتكفا
حتى عدا الليل خيلا في سنابكه
نواسجٌ نشّرت في روحي السجفا
فأخرس الشمس في أكنان محبرتي
ويتّم الحرف حتى مال وانصرفا
ماعدتُ أقرأ في ورد (الهدا) لغتي
ولا العنادل تذكي في المدى رهفا
ولا أرى في ( دَكَا ) ما كنت أشعره
فما دكا غير طود في ( الشفا) وقفا
أضعت عينيّ في عينيك غاليتي
وتهت أبحث عما صاغني سلفا
أدور في فلوات الذات ينثرني
صوت تقوّس في أيامنا أسفا
حتى وقفت على أطلال بسمتنا
فقال لي الشعر: مهلا ( دمعنا أزِفا ) !!