ما رأيكم دام فضلكم!

التغيير سنة الحياة .. وبلا تغيير يضمر الكائن الحي .. وغير الحي .. ويسير في طريقه للانقراض .. إنه يتآكل ويفقد حساسيته تجاه الواقع .. وسبحان الله الذي يغير ولا يتغير .. بقية الكائنات والأشياء والأنظمة والفلسفات والآراء تتغير .. هناك حتمية تاريخية وضرورية وواقعية للتغير .. وأظنه ''هيرو إقليدس'' الذي قال: إنك لا تنزل البحر مرتين لأن مياها جديدة تجري من حولك أبداً .. إن التغيير هو من طبيعة الأشياء في حياة الأمم والشعوب .. وبالتغيير يتم التقدم والازدهار.
إنك إذا نظرت إلى تاريخ البشرية ستجد أن كل شيء يتغير .. بتوالي الأيام .. الأنظمة، والعادات، والتقاليد، والأخلاق، والنفسيات، والأكل، والملابس، والخدمات، والفكر، والأفكار، وأوضاع النساء، وطريقة الحياة، ولا أحد يستطيع الوقوف في طريق التغيير، فهو كالعجلة التي تدور إلى الأمام، يمكن تأخير دورانها بالوقوف أمامها، ولكن التغيير سوف يتحقق ولو كره الكارهون، وكل من وقفوا في وجه التغيير بحجج واهية خسروا، وكسب التغيير.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، بل يبدو ملحاً هنا .. ما مدى استعداد المجتمع والأشخاص والأفراد لأي تغيير طارئ في كافة مناحي الحياة؟ هناك أشخاص يرفضون أي تغيير يطرأ على أسلوب حياتهم .. طباعهم، أفكارهم، عاداتهم، ملبسهم، حتى مأكلهم، وفي المقابل هناك البعض الذي يشعرك بأنه مستعد لأي تغيير وفي أي وقت، ولن يؤثر ذلك في شخصيته أو تفكيره أو معتقداته .. أعتقد أن هذا يتوقف على نوعية التغيير وهل هو مطلب ملح أم مجرد تغيير لمواكبة التغيير.
اليوم يجري التغيير بوتيرة أسرع بل تفوق أضعاف ما كان .. يتم في الماضي القريب مما قد يسبب في أحيانٍ كثيرة أن يفقد بعض الناس توازنهم في خضم موجات التغيير المتلاحقة، لذلك لا بد من تقبل التغيير، والاستعداد لما يحدثه بدلاً من رفضه، والوقوف ضده، بل ما يعلمنا التاريخ هو الاستعداد لاستيعاب التغيير تفادياً للصدام معه، حيث إن النتيجة معروفة.
التغيير دائماً يكسب لأن التغيير كما قلنا هو سنة الحياة.
***
.. همس الكلام:
''من يدّعي معرفة كل شيء، يحتاج إلى دراسة كل شيء''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي