سعوديات.. ورحلة الألف ميل!
النجاح لا يطرق باب أحد.. بل هو الذي يفتح الأبواب لمَن يقصده.. ويسعى إليه.. فإن سعيت للنجاح.. سعى إليك.. فإن تكاسلت وتواكلت فأهلا بك في نادي العاطلين عن العمل.
نتيجة توصلت إليها أربع فتيات سعوديات في محافظة "الطائف".. وقفن طويلا ولمدة عامين انتظارا لفرصة عمل في طابور المنتظرين للفرص الوظيفية دون جدوى.. مشروع خاص انطلق من منازلهن وهو العمل على تنظيم حفلات الأفراح وتغليف الهدايا.. ونجح نجاحا باهرا.. الفكرة بدأت بسيطة متواضعة عائلية.. تنظيم حفل سبوع.. مولودة لأحد الأقارب.. كل ما يتعلق بالتحضير والتجهيز لهذه المناسبة كان مسؤوليتهن.. ملابس المولود والأم.. الضيافة، الهدايا.. تزيين عربة الطفل، إعداد الحلويات.
طبعا هؤلاء الفتيات طورن مواهبهن عن طريق الدورات التي تختص بالأعمال الحرفية من تغليف هدايا، وإعداد الحلويات الخاصة بهذه المناسبات، وكذلك فيما يختص بالملابس والإكسسوارات الخاصة بكل مناسبة، وتراوح تكلفة الحفلة بين أربعة آلاف وعشرة آلاف ريال كلٌّ حسب مقدرته ومتطلباته!!
تقول إحدى المشاركات في هذا المشروع: تخرجت من "الطائف" قبل عامين أنا وثلاث من صديقاتي، ولم يحالفنا الحظ في إيجاد فرص وظيفية تناسب مؤهلاتنا.. وللتغلب على ذلك اتفقنا على تنظيم الحفلات والأعراس، واحتفالات أعياد الميلاد، والمواليد الجدد.. أول مهمة أسندت لنا حققنا فيها نجاحا باهرا في وقت وجيز.. ما دفعنا لاحتراف تنظيم حفلات الأعراس بكل ما تتضمنه من توفير الضيافة والملابس الخاصة بأهل التنظيم والعروس، وإعداد حلوى توضع عليها الصور.. وعن الوقت المستهدف في التنظيم للمناسبات، فحفلات المواليد تستغرق قرابة شهر لتجهيزها.. وتشمل تزيين عربة الطفل.. وتجهيز ملابس خاصة بالأم.. وتحضير ضيافة الضيوف، وهن يتولين كل أسبوعين تنظيم مناسبة واحدة والعمل يستغرق من خمس إلى عشر ساعات يوميا.
النجاح يتحدث دائما عن نفسه.. عمل رائع.. ونجاح هؤلاء الفتيات يستحق كل تقدير، والحقيقة أن المرأة تفاجئنا كل يوم بنجاحاتها.. ومن بيتها.. فكم من امرأة نجحت في تأسيس مجموعة مطاعم والبداية كانت مطبخ منزلها! وكم من مصممة أزياء سعودية أصبحت عالمية، والبداية مشغل صغير في منزلها.. نعم طريق الألف ميل يبدأ بخطوة!