كم هو جميل دوري الأبطال
بعد طول انتظار لفترة التوقف بين دوري المجموعات والدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، تابعنا أربعة لقاءات جميلة وتنافسية كبيرة تألقت فيها أندية على أخرى، ولكن العلامات الفارقة تظل الفرق الكبيرة والعريقة في أوروبا - وأقصد هنا بالتأكيد يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني.
اليوفي أو السيدة العجوز كان له أكبر انتصارات هذا الدور حتى الآن بثلاثة أهداف نظيفة، وعلى فريق سيلتيك الإنجليزي الذي كان له في دوري المجموعات صولات وجولات أمام فرق كبيرة، منها وأهمها برشلونة الإسباني، والتعادل الذي كان في مباراة الفريقين. نعود لليوفي الذي يعتبر منذ العام الماضي أفضل الفرق الإيطالية، ليس لأنه بطل الأسكوديتو فقط، ولكنه يبدع في عالم كرة القدم بالمستوى والمثلثات والمربعات والكرات الثابتة والمهارة العالية للاعبين. المهم جدا آندريا بيرلو، واليوفي بالرغم من خسارته من لاتسيو في كأس إيطاليا وخروجه منها إلا أن الفريق يتصدر السيريا A، وبالرغم أيضا من مشكلة إيقاف مدربه كونتي والاستقرار الفني غير المنضبط، فهو قدم اللعب الجميل هدية الثلاثاء الماضي لعشاق الكرة الجميلة.
أما لقاء العملاقين ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي فيظل أفضل ما في سهرة الأربعاء من دوري الأبطال، بجمال الأداء ومتعة التكتيك وقدرة الفريقين على الاستحواذ والتسجيل، وخبرة السير ألكيس فيرجسون الكبيرة في المواقف الصعبة، فبالرغم من الضغط الكبير من الريال في المباراة، وحتى بعد تقدم مانشستر بهدف ويل باك، إلا أن التعادل لم يكلف الريال سوى عشر دقائق من الوقت في الشوط الأول، وكان الارتقاء العالي والمركز من كريستيانو رونالدو وتصويبة الرأس بشكل كبير ومقتن مثالا وأنموذجا للكرات الرأسية وكيفية التعامل معها.
أعود لفيرجسون الذي يصنع النجوم، فهو من أحسن التعامل بإعطاء الفرصة لبيكهام ورونالدو ونيستلروي ولويس ساها وتيشاريتو وحتى الكوري بارك جي سونق وفالنسيا وويل باك، واحتفظ برايان قيقز وبول سكولز وغيرهما من الأمثلة الكثير. من غير أليكس فيرجسون يحتضن خبراتهم ومواهبهم ويعمل من مجرد أسماء مبعثرة غير مشهورة فريقا قويا وصلبا ومنافسا ومتوهجا ومتقنا للعب بشتى طرقه وفي كل ظروفه! فالريال كان مسيطرا على المباراة بقوة وضاعت عليه بعض الفرص، ولكن مانشستر كان الأخطر وسجل أولا وكاد يسجل في ثلاث مناسبات من شوط المباراة الثاني، منها كرة فان بيرسي الأخيرة مع نهاية المباراة التي كادت تكون الحاسمة.
أما الريال فهو فريق النجوم الذي لم يتمكن من الحسم في المباراة، بالرغم من الفرص العديدة ولا ننسى تألق الحارس الشاب ديفيد دي خيا، الذي قدم كل شيء للدفاع عن مرمى مانشستر، وكان فيرجسون محقا عندما أصر على هذا الحارس وقَدِم به من إسبانيا في عمر 19 سنة، ودافع عنه أمام الصحافة البريطانية القوية.
بقية الفرق الخمسة في مباريات دوري الأبطال في هذا الدوري حتى الآن، لا تعتبر من الفرق العريقة والكبيرة في دوري الأبطال، كما هي الفرق الثلاثة أعلاها، مع حبي وتقديري لهم.
الأسبوع المقبل جولة جديدة من الدور ربع النهائي، وفرق كبيرة أخرى.