«كسرنا الطقم الصيني»

الحمد لله، انتهت أول مباريات منتخبنا السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا المقبلة بأستراليا 2015 أمام المنتخب الصيني بفوز أخضر سعودي بهدفين مقابل هدف، نجح المدرب الإسباني خوان رامون لوبيز بحماس مميز أن يصل للفوز، وثلاث نقاط مهمة أمام مرشح قوي للتأهل، وفريق يمتلك المهارة والسرعة والتدريب الإسباني، صاحب الكرة الحديثة.
لم تكن مباراة خالية من العيوب أو كاملة الملامح في التشكيلة أو حتى صحيحة مع التغييرات، لكنها مرت - بحمد الله - بانتصار انتظرناه منذ مدة طويلة على فريق قوي، وفي وقت حاسم، وبحماس وروح عاليين.
الأبرز كان الحضور الكبير والفعال من الجماهير المحبة والعاشقة والمتشوقة للانتصارات والفرح مع فريق الوطن، حضروا جميعاً وشجعوا بحب وبنشاط واستحقوا الفرح بعد عناء الإحباط وكثرة الانتظار لعودة سعودية للمنتخب على المستوى الآسيوي.
انطلق صاحب الأداء الجميل والجذاب مصطفى بصاص بكرة قطعها من منتصف الملعب واتجه بشكل رأسي إلى المرمى الصيني ومرر بقدمه اليسرى إلى السريع والمشاغب فهد المولد الذي بلمسة واحدة من غير تعقيدات وضعها هدفاً أولاً للمنتخب السعودي في مرمى المنتخب الصيني.
هدف جميل بروح الشباب وبتفاهم بين لاعبين تواجدا معاً في أكثر من منتخب من المنتخبات السنية، وكأن مصطفى وفهد متفقان على هذه اللقطة وتدربوا عليها منذ زمن.
البوادر عموماً كانت قبل الهدف بتسديدتي تيسير الجاسم النجم في وسط الملعب الذي (ما شاء الله) يمر بمرحلة جميلة من النضج والجسارة والقوة في الأداء تتوجه بأفضلية صانعي الألعاب في المملكة. والجميل هو الأداء الذي كان مميزاً للمنتخب السعودي منذ بداية المباراة وحتى التسجيل للهدف الأول ضغط على الفريق الخصم في منتصف ملعبه ومهارات في المرور والتمرير.
خوان رامون لوبيز (صاحب الـ49 سنة) نجح إلى حد كبير بتقليل الأخطاء الدفاعية خاصة في العمق على الرغم من بعض الهفوات التي كانت بسبب السرعة الصينية، وهو ما أتى به الهدف الصيني الوحيد وهدف التعادل بعد سبع دقائق فقط من تسجيل منتخبنا للهدف الأول.
مرت فترات في بداية الشوط الثاني أحسست بحالة من التيه والضياع خاصة في منتصف الملعب من قبل لاعبي المنتخب السعودي، لكن التغيير الناجح بدخول نايف هزازي كان لزيادة الفعالية الهجومية، وهو فعلاً ما حدث وسجل بطريقة ذكية ومميزة تدل على الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها نايف هزازي.
وعلى الرغم من عدم وضوح الأدوار التي هبط بها أحمد عسيري وحسن معاذ لكن الأمور مرت بسلاسة وانتهت المباراة سعودية النتيجة. على الرغم من أن المدرب الأسباني لوبيز لا يمتلك شهرة نظيره الإسباني أيضا خوسيه أنطونيو كماتشو مدرب الصين لكنه نجح في توظيف قدرات لاعبيه بواقعية كبيرة مع حماس وروح وشجاعة لاعبي المنتخب السعودي.
وعلى الرغم أيضا من أن لوبيز لا يمتلك سمعة وشهرة من سبقه في تدريب المنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد لكنه يمتلك خبرة جيدة في تدريب الأندية الإسبانية وأشهرها ريال مدريد موسم 2005-2006 حيث جاء خلفاً للبرازيلي واندرلي لوكسومبورقو. والأهم أنه جاء بعد ريكارد الذي يدرب على طريقة المدير الفني والاستراتيجية الخططية والتنفيذ للمساعدين، ليقوم (لوبيز) بعمل المدرب الفعلي القريب من اللاعبين والحماسي الذي أظهر أفضل ما في اللاعبين من قدرات ومهارات، وهذا شيء مهم جداً أن يتوفر في المدرب.
مشوار التأهل طويل ويحتاج لعمل وصبر وقرار وتحمل وتكاتف وتعاون ومحبة وألفة بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري اللذين نبارك لهما البداية العملية التي جاءت بشراها بالانتصار.
اقتبست العنوان لمقالي هذا من تعليق أستاذنا الكبير علي داود في نهائي آسيا عام 1984 بعد هدف النجم الرائع ماجد عبد الله في مرمى الصين، وكم كانت ذكريات جميلة في كل شيء لعباً ونتيجة وتعليقاً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي