من هو القائد؟
قبل أقل من أسبوع من اليوم وبالتحديد يوم السبت الماضي، افتتحت دورة كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين، برعاية ملك البحرين وحضور عدد من كبار المدعوين، وكان من بينهم الأمير خالد الفيصل الذي تم تكريمه من ملك البحرين، باعتباره صاحب فكرة كأس الخليج وأول من طالب بها، وهو بذلك يعد أول قائد لدورات الخليج.
توالت الدورات بعد ذلك لتصل إلى الدورة الحادية والعشرين، ولكل دورة وكل منتخب قائده الإداري والفنى والحركي داخل الملعب، والقائد حامل الشارة وقائد إعلامي وجماهيري.
ولكن لما يعنينا في داخل الملعب، هناك القائد الذي يحمل الشارة، وهناك اللاعب القائد الحركى والخططي للفريق، من حيث الأداء ورفع الإيقاع وسرعته وتحويله من جهة الى أُخرى.
ومن الأمثلة على المستوى العالمي منتخب إسبانيا، فقائد إسبانيا وحامل شارتها هو الحارس الكبير أيكر كاسياس، ولكن القائد الحركي للفريق ككل هناك تشافي وانييستا وديفيد سيلفا وغيرهم، حيث يعد المنتخب الإسباني محظوظاً بتعدد العناصر للقيادة الحركية في الملعب.
ومن الأمثلة المحلية السابقة والبارزة للقيادة الحركية والفنية داخل الملعب، يوسف خميس، أحمد الصغير، فهد الهريفي، فؤاد أنور، فهد المصيبيح، يوسف الثنيان، صالح خليفة ... وغيرهم، وهم ممن لم يكونوا في فترات متفاوتة قادة للمنتخب بحمل شارة القيادة (الكابتنية).
ومن الأمثلة لمنتخبات خليجية منتخب الكويت، حيث كانت شارة القيادة مع سعد الحوطي أو حتى مع الحارس أحمد الطرابلسي، ولكن القيادة الحركية في الفريق فقد كانت مع فيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري وغيرهما، وهو جيل رائع لمنتخب الكويت تميز بتعدد مواهب القيادة فيه.
وهذا الحديث ينطبق على جميع المنتخبات الخليجية الاُخرى عبر دورات الخليج الماضية والقادمة ودورة الخليج الحالية، والأمثلة كثيرة ومتعددة، ولكن ما أثارني لكتابتي هذه لليوم، هو حال المنتخب السعودي في المباراتين أمام العراق وأمام اليمن، فنجد أن حامل شارة القيادة للمنتخب هو من اللاعبين المصنفين كهدافين ورؤوس حربة، ولم تكن من مهامه في السابق من الأيام مهام القيادة الفنية والحركية في وسط الملعب، بل الأدهى من ذلك أن في التشكيلة التي يبدأ بها المدرب الهولندي ريكارد، لا يوجد من يؤدي هذه المهمة بالشكل الصحيح.
بل نجد الاحتياط متاخم بعدد ممن يحملون صفة القيادة الفنية والحركية والخططية داخل الملعب، ولكن نزوله يأتي متأخرا إلى أرض الملعب، ومما أتذكره في السنوات الماضية خلال تعليقي على الدوري الإسبانى (ريكارد كان مدرباً لبرشلونة)، أن فريق إشبيلية الذي حقق لسنتين متتاليتين بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية كان يعتمد على طريقة لعب تشابه طريقة لعب المنتخب الحالية، التي تتطلب مواصفات فنية وبدنية عالية في لاعبي الوسط الذين يمثلون الأجنحة من الجهتين اليمنى واليسرى (فهد المولد وسالم الدوسري)، مع وجود رأسي حربة للفريق، حيث كان في إشبيلية كانوتيه وفابيانو.
اختلفت القدرات فاختلفت النتائج وظلت الفكرة كما هي في مباراتين متتاليتين وهناك المباراة الثالثة الفاصلة والأهم.
السعودية والكويت قمة المنافسة والقوة والعراقة والتحدي والمحبة والعرس الخليجي الدائم من بداية دورات الخليج، فوز سعودي بأي نتيجه مطلوب للتأهل للدور نصف النهائي، بينما التعادل أو فوز الكويت يؤهل الكويت لنصف النهائي، فلمن الانتصار في مباراة الغد .. وعلينا الانتظار.