غليان دورة الخليج
عندما كانت البساطة والعفوية وقلة الإمكانات هي واقعنا الرياضي في منطقة الخليج، كانت جميع شعوب الخليج تنتظر بشغف ولهفة متى تقام دورة الخليج حتى أن بعض الدول تستعد لها من وقت نهاية الدورة التي تسبقها، وهذا مؤشر يوحي بأهمية دورات الخليج وقيمتها عند رجالات الرياضة في ذلك الوقت.
أما اليوم فنحن نعيش أوضاعا مختلفة عن الأيام السابقة نعيش في طفرة الإعلام المتابع والمراقب لكل الأحداث التي تعصف في المنطقة سواء رياضية أو سياسية أو اقتصادية وهذه الثورة الإعلامية لها آراء متباينة ومتضادة في طرحها ومناقشتها للقضايا، فهناك المؤيد بشدة وصاحب الحيادية والمعارض لأسباب ودوافع أعلنها الناقد بكل شفافية وحيادية سواء اتفقنا معه أو لا، وبين هذا وذاك نحن نعيش عصر التناقضات وافتقاد المعلومة الصحيحة رغم ما نمتلكه من وسائل اتصال متطورة تسببت في توهان المتابع لكل هذه الإفرازات الإعلامية المباشرة والحية أو المطبوعة على ورق، ومن هذا المنطلق سأجد نفسي في حيرة من أمري، هل قيام دورة الخليج في صالح رياضة المنطقة الخليجية، كما كانت في السابق أم أن عدم اعتراف الاتحاد الآسيوي والفيفا بهذه البطولة أفقدها التعاطف والحماس وتوحد الأغلبية من أجل إقامتها وإيقاف دوريات المنطقة من أجل إحيائها كل سنتين.
سأبتعد قليلاً عن تلك الآراء وأطرح بعض الإيجابيات والسلبيات التي سنجنيها من مشاركتنا في بطولة الخليج للمنتخبات مع مقارنتها بالبطولات الدولية الودية التي تقام، كالاستعداد لكأس العالم أو كأس آسيا.. أعتقد أن بطولة الخليج أهم بكثير من تلك البطولات الإعدادية طالما أنها تحظى بذلك الزخم الإعلامي الكبير، فمن الممكن أن نستفيد من البطولة بشكل جيد إذا استطعنا استغلالها بمنح الفرصة لأكثر من عنصر شاب أثبت جدارته في المنتخبات السنية وكان يبحث عن فرصة إثبات الوجود على مستوى المنتخب الأول، وهذا ما لمسناه عندما منح ريكارد الفرصة لكوكبة من الشبان في لقاء الأرجنتين التجريبي، كما أن بطولة بهذا الوزن الثقيل من المتابعة والحضور الإعلامي ستكسب اللاعب الشاب والطامح الثقة في الاستحقاقات الآسيوية القادمة.
أما بالنسبة إلى سلبيات هذه البطولة، فالكثير اعتبرها بطولة فرد عضلات وأن الفريق البطل هو الفريق الأفضل وهو صاحب السيطرة على رياضة المنطقة، وهذا يؤدي إلى اتخاذ قرارات عكسية انفعالية للمنتخبات التي لم تحقق كأس البطولة قد لا تكون القرارات إيجابية، كما حدث في دورات سابقة نتيجة التصعيد الإعلامي غير المبرر الذي لم يبن على فكر رياضي متزن.
كلمات متناثرة
- كوني سعوديا محبا لهذا الوطن الغالي أتطلع إلى أن يكون حضور المنتخب السعودي في هذه المناسبة كحضور منتخب الناشئين 95 ومنتخب الشباب 93 عندما حققا كأس البطولة قبل عدة أشهر.
- طلب تسمية جوائز رياضية باسم المغفور له بإذن الله الأمير تركي بن سلطان يعتبر لمسة وفاء من قبل قائد الرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الذي اعتدنا على مواقفه النبيلة تجاه إخوانه الرياضيين.
- الضغوطات الإعلامية السعودية والترشيحات الخارجية من أسباب إخفاق بعض منتخباتنا الوطنية في العديد من المناسبات والمسابقات الدولية.
- بناء الاستراتيجيات يبدأ بالتركيز على القاعدة من حيث المنشآت والبنية التحية للملاعب قبل إدراج البرامج الرياضية وجلب كوادر وخبراء لا يستطيعون تطبيق نظرياتهم على أرض الواقع.
- المادة بلا شك هي عصب الحياة ولكن ليست هي الأساس في عالم كرة القدم بل مكملة للفكر الرياضي المدعوم بالتجربة والاستقرار والظواهر لدينا كثيرة.
- الناس أجناس تختلف أذواقهم وتوجهاتهم وحبهم وبغضهم وميولهم ولكن ما زلنا نعاني قضية التعصب لأشخاص وليس لأعمالهم.