المعركة المثلثة.. الحجاب.. والنقاب.. والإرهاب!
نحن ــ أقصد العالم الإسلامي والعالم العربي منه بالتحديد ــ مشتبكون في معركة ثلاثية الأبعاد.. كل منها يرتبط بالآخر بشكل أو بآخر.. هذه المعركة الثلاثية هي في الواقع يمكن دمجها تحت مسمى واحد.. هو الحرب بين دعاة التجديد ودعاة التجميد.. بين دعاة الاتجاه إلى المستقبل ودعاة العودة إلى الماضي.. وقد بدأت هذه المعركة منذ عشرينيات القرن الماضي واشتركت المرأة فيها بالضرورة بل هي جزء منها.. اشتركت فيها بالرأي وقد سبقها أهل الشريعة.. وأهل المجتمع.. فلنستمع إلى رأي الجميع.
وقد قالت الشريعة رأيها على ألسنة وأقلام وآراء الصفوة من علماء المسلمين على مستوى العالم الإسلامي كله.. بالأدلة والبراهين والشهادات التي أولها شيخ الجامع الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي سابقاً والشيخ محمد الغزالي والشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الحالي.. والثلاثة أجمعوا على أن النقاب عادة لا عبادة في كتاب من منشورات وزارة الأوقاف المصرية يحمل العنوان نفسه.. والثلاثة من أئمة الفقهاء في العقيدة والتشريع وهم بالتأكيد لا يجمعون على خطأ.
أما رأي المرأة فضروري.. وهي صاحبة الحق أن تتبرقع أو تتحجب، بشرط ألا يكون ذلك تحت ضغط من ولي الأمر أيا كان أو زوج فهي في هذه الحالة لا تعبر عن نفسها ــ ولهذا ـــ ورغم ثقتي بأنها تقف بجانب الحجاب على الأكثر أرى أن تقوم جهة مسؤولة بإجراء أكبر استفتاء بين النساء ليبدين رأيهن ويحسمن الأمر من ناحيتين، وذلك على مستوى العالم العربي كله.
أما الضلع الثالث فهو المجتمع فمن المهم أن نسمع رأيه فهو يريد المرأة التي إذا أرادت أن تخرج إلى الدراسة والعمل فيجب أن تعطي الدراسة والعمل حقهما وتستوفي الشروط اللازمة من حرية الحركة والحديث والتعامل والانتقال وكل ذلك لا يصح ولا يصلح وهي وراء نقاب.. ولهذا فبعض الجهات ترفض تشغيل المحجبة لأن حجابها يمنعها أو يعطلها عن أداء واجباتها العملية.. كما هو حادث في بعض البلاد العربية والإسلامية.. هذه الجهات الثلاث هي المنوط بها إبداء الرأي القاطع المانع.. جهة التشريع.. والمرأة.. والمجتمع.. أعتقد أنها تقف في صف التجديد كما يتضح من السطور السابقة، وقد أضيف أن النقاب أصبح ستارا للجرائم.. كهذا الشاب الذي ينتقب ليدخل بيوت الناس تحت ستار التدين وتلك التي تنتقب وتدخل وتخرج دون أن يحاسبها أحد.. وهي تفعل ما تريد واقرأوا الجرائد وصحف جيراننا من الدول الشقيقة وقد اجتهدت في رأيي وفوق كل ذي علم عليم.. والله من وراء القصد وهو أرحم الراحمين.