إرهاب الشركات والاستثمارات الإيرانية في المنطقة

لا يأتي من نظام الملالي في إيران إلا الشر والخراب والفتن، كما أن تقصد السوء لكل ما هو سعودي أمر متأصل في نفوس هؤلاء الملالي ولا يمكن تغييره. ونماذج الانحطاط والخراب القادم من طهران تأخذ أشكالا عديدة، بعضها مباشر وواضح كالشمس، وآخر متخف في لباس تحسبه إيران ساترا لنواياها الشريرة، بينما هو فاضح لكافة عورات هذا النظام الذي لا يقترب إلا إلى السقوط والزوال. ولطالما حاول الملالي اختراق الداخل السعودي، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع، وذلك لقوة جبهتنا الداخلية المتماسكة والصلبة التي قوامها العدل في الحكم، والوسطية والانفتاح في النهج، والتنمية الإنسانية كخيار استراتيجي يحقق أهدافنا في النمو الاقتصادي لبلادنا، والمساهمة في التقدم الإنساني بجميع الوسائل المتاحة والممكنة. ورحم الله الملك عبد العزيز، الذي أسس هذا الكيان العظيم والذي تنعم الإنسانية جمعاء بخيره وظلاله. وبعد أن فشل ويئس ملالي طهران من اختراق الداخل السعودي المتين، سعوا إلى بناء شبكة دولية لاستهدافنا في المملكة ولاستنزافنا من خلال استراتيجية قائمة على تحديد الدول العربية الفقيرة والمتعطشة للاستثمارات الأجنبية ومن ثم اختراقها بالشركات والاستثمارات الإيرانية التي هي في الأساس واجهات للحرس الثوري وجهازها الاستخباري المشؤوم.
فما تم الكشف عنه مؤخرا في اليمن من تهريب للأسلحة والمعدات العسكرية داخل حاويات يفترض لها أن تحمل معدات إقامة مصنع، ليس إلا حلقة واحدة في مسلسل طويل من الاختراقات الإيرانية لليمن والتي تستهدف في الأساس تفتيت اليمن وتمزيقه ومن ثم استخدامه كقاعدة إرهابية لاستهداف أمن السعودية ودول الخليج العربي ومن ثم الأمن والسلم الدوليين ككل. وما أعلنه الرئيس اليمني في محاضرته في مركز "ودرو ويلسون الدولي" من "اكتشاف ست خلايا تجسسية إيرانية مكونة من إيرانيين دخلوا اليمن كرجال أعمال ومستثمرين وهم يعملون في نشاطهم هذا منذ سنين"، ليس إلا بداية خيط هذه الشبكة التي نجحت في تجنيد وتدريب الجماعة الحوثية، والتي قطع دابر محاولتها صنع منطقة صراع في جنوب السعودية بحزم وقوة رجال القوات المسلحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ أيده الله ــــ. كما حاولت عناصر هذه الشبكة الإيرانية إفشال المبادرة الخليجية للتسوية في اليمن، والتي نجحت في نهاية المطاف بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ ورعاه لهذه المبادرة. إن اختراق إيران لليمن ولغيرها من الدول العربية الفقيرة عن طريق شركات ورقية واستثمارات تعمل كغطاء للحرس الثوري وجهاز الاستخبارات الإيراني، ليس بالشيء الجديد أبدا، ولطالما حذرت منه السعودية، ولكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، والحمد لله رب العالمين.
حتى تبجح حسن نصر الله الأخير بشأن الطائرة دون طيار التي أسقطتها إسرائيل أخيرا، والتي أكد أن حزبه أطلقها وأن أجزاءها صنعت في إيران وجمعت في لبنان، ما كان لها أن تصل لبنان لولا تهريبها في إحدى الحاويات التجارية لإحدى الشركات الورقية الإيرانية أو إحدى الشركات المحسوبة على عناصر إيران في لبنان. ولا أجد مبررا لإطلاق هذه الطائرة سوى محاولة لفت الأنظار عما يرتكبه بشار من مجازر في سورية، أو جر إسرائيل لتتجرأ على لبنان لتدمير ما بقي منها ولإدخال المنطقة في الدوامة التي يسعى ويخطط لإحداثها حسن نصر الله منذ سنين طويلة. إن حسن نصر الله ليس إلا عميلا أشرفت إيران على تدريبه وإعداده منذ أن كان فتى صغيرا، وتلك الرعاية توجت عام 1981 بالوكالة التي منحها الخميني له ليتصرف في أموال الخمس في لبنان وعمر حسن لا يتجاوز 21 عاما. إن حسن نصر الله لا يجيد سوى تنفيذ ما تمليه عليه إيران، فعلى ذلك نشأ وعلى ذلك سيموت.
ولم يعد خافيا أن كثيرا من أعضاء مجالس إدارات الشركات الإيرانية ضباط في الحرس الثوري. ومهما حاول مسؤولو إيران التبرير بأن "انتقال الأفراد والمديرين من منصب لآخر في شتى الأجهزة الحكومية وغير الحكومية هو أمر طبيعي"، تضل الحقيقة بازغة لا يمكن إخفاؤها.
فالخطوط الجوية الإيرانية وشركات الملاحة كلها مسخرة لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية لمواقع الاختراق الإيراني في المنطقة. كما أن المصارف الإيرانية مسخرة لتهريب وتبييض الأموال بشكل مثير للسخرية والاشمئزاز في آن واحد. فهذه الشركات لا تقيم وفق معايير الربح والخسارة، بل تقيم وفق معايير تحقيق الأجندة الإيرانية التخريبية في المنطقة. والتصدي لها وكشفها وإنهاؤها هو السبيل الوحيد للخلاص من شرورها.
إن تخفّي إيران وراء شركات واستثمارات وهمية بغرض اختراق الدول وزعزعة أمنها، وتسخير الطائرات المدنية وسفن الملاحة التجارية لنقل الأسلحة والمعدات الحربية، عمل إجرامي وإرهابي يجب محاصرته وحشد الجهود لتحجيمه وإنهائه. فلقد عانت المنطقة كثيرا منذ أن تولى الملالي الحكم في إيران، وحان الوقت لأن يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا النظام الذي يمثل وصمة عار في تاريخ الإنسانية، والذي لم يسلم من شره شعبه ولا شعوب المنطقة ولا شعوب العالم أجمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي