كرشك صناعة منزلية!
ضحكت كثيرا، وحمدت الله كثيرا، وأنا أستعيد قراءة هذه الدراسة التي وجدتها بين أوراقي، والتي نشرتها جريدة "الشرق الأوسط" والدراسة عن خطورة "الكرش"، ضحكت كثيرا لأن "الكرش" كان يعتبر من الوجاهة الاجتماعية ـــ زمان ـــ فكانت الوجاهة الاجتماعية تقاس بحجم "الكرش"، وحمدت الله كثيرا لأنني لست بالرجل البدين ولا حتى شبه البدين، فلم أكن أملك الوجاهة الاجتماعية بمقاييس زمان.
الدراسة تتحدث عن البدانة الغذائية وأن سمنة "الكرش" هي الأكثر خطورة بين أنواع البدانة سواء عند الرجال أو المرأة، وتشير الدراسة إلى أن دهون "الكرش" هي الأسرع في الإصابة بتصلب الشرايين. صاحب الدراسة هو الدكتور محمد كمال أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة أسيوط في مصر. يقول إن وظيفة الخلايا الدهنية في منطقة البطن وحول السرة والجذع ذات طبيعة خاصة، فهي تعمل على زيادة معدلات إفراز سكر الجلوكوز وهرمون الأنسولين في الدم، وكلاهما يلعب دورا رئيسا في الإسراع بتصلب الشرايين، ويضع الباحث مقياسا طريفا لقياس حجم "الكرش" دون الذهاب للطبيب، المقياس هو الحزام الذي يثبت البنطلون حول الوسط، فيؤكد أن سمنة "الكرش" تتحقق إذا زاد طول حزام الوسط عن 155 سنتيمترا في الرجال وأكثر من 80 سنتيمترا عند السيدات. فهذا المقياس هو أحد الطرق البسيطة والسهلة لقياس كمية الدهون وتوزيعها في الجسم. فإذا تجاوزت هذا الرقم فهذا يعني أن تراكم الدهون أصبح خطرا، فتراكم الدهون يأتي على حساب أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد والبنكرياس والكليتين والطحال والقلب، يعني هو في النهاية خطر على الصحة العامة للإنسان، ويشرح الباحث سبب هذه البدانة فهي تتحقق بسبب عدم قدرة الجسم على تحقيق التوازن بين السعرات الحرارية التي تنتج من تناول الطعام من جهة وبين الطاقة التي يستهلكها الجسم في النشاط العضلي والحركي.
ويكشف الدكتور محمد كمال أن المرحلة العمرية ما بين 25 و55 عاما تتعرض فيها عضلات الجسم إلى شيء من الضمور في الوقت الذي تلعب فيه العضلات دورا مهما في إحراق الدهون أثناء النوم. ونتيجة هذا الضمور ينخفض معدل التمثيل الغذائي في الجسم وتكون نتيجته حدوث السمنة، وفي النهاية ينصح بضرورة ممارسة الرياضة باستمرار، وضرورة تنظيم الوجبات الغذائية حتى لا تتعرض لبدانة "الكرش" والآن أنصحك بأن تسرع إلى "حزامك" لتعرف أين تقف بالضبط! وأين يقف "كرشك"!