العيد.. فيما أراه
أشهر أبيات الشعر العربي عن العيد هي أبيات قصيدة المتنبي (915/950هـ) "عيد بأية حال عدت يا عيد".. وقد كتبها المتنبي في زمن كافور الإخشيدي حاكم مصر في ذلك التاريخ، والقصيدة رغم أنها قصيدة هجائية ففيها من الأبيات ما لا يصل إليه غير "أبو الطيب".. الأبيات هي:
عيد بأية حال عدت يا عيد..
بما مضى أم لأمر فيك تجديد..
أما الأحبة فالبيداء دونهم..
فليت دونك بيدا دونها البيد..
ثم الأبيات الجبارة:
إني نزلت بكذابين ضيفهم..
عن القرى وعن الترحال محدود..
جود الرجال من الأيدي وجودهم..
من اللسان فلا كانوا ولا الجود..
والعيد في رأيي ليس الكعك والملابس الجديدة والزيارات، ولكن العيد الحقيقي، وقد خرجنا من الصوم، هو تطهير النفس من الضغينة والكراهية.. وألقينا بخلافاتنا مع الآخرين.. ألقيناها جانبا.. ووضعنا مكانها الحب والخير لكل الناس.
العيد هو إعادة النظر فيما نعقل ونقول لنختار أفضل ما فينا ونطهر أنفسنا من كل ما يشوب النفس من المشاعر السلبية.. فيأوي الرجل إلى زوجته باعتبارها فعلا، سكنا له كما يقول القرآن الكريم.. والزوجة تأوي لزوجها محبة وراغبة.
العيد هو إشاعة الفرحة حيث نعيش وحيث نعمل فإذا استطعنا أن نجمع الناس وإيانا على الخير كان هذا هو العيد الحقيقي.. والله يوفقنا وإياكم لعمل الخير، وكل عام وأنتم بخير.