سياحة أم هياطة !!
يهرب عدد كبير من سكان دول الخليج من حرارة الأجواء صيفاً إلى دول أوروبا,وأمريكا,و دول شرق أسيا,لقضاء أجازاتهم السنوية في أجواء لطيفة ومنعشة,وكذلك للاستمتاع بالأماكن والفعاليات التي تُقام في هذه الدول,وهذا أمر إيجابي يحتاجه الإنسان من وقت إلى أخرى لتجديد نشاطه بعد عناء العمل والمسئوليات.
نعلم جميعاً أن السياحة الخارجية مكلفة مادياً ,لكن حرارة الأجواء ,وسوء الخدمات وقلة الفعاليات جعلت المواطن يتحمل هذه التكاليف,وبالتأكيد كل مواطن يختار الدولة المناسبة لإمكانياته المادية,وقس على ذلك اختياره للسكن ووسيلة التنقل في هذه الدولة إلى .. الخ.
لا أجد غرابة عندما يستأجر احد السائحين الخليجين جناح ملكي في أحد الفنادق الفاخرة ذات السبع نجوم,فهو مقتدر مادياً ,ويبحث عن الرفاهية,والمقارنة بين غرفة في الفندق الذي يسكن به والجناح الملكي بالفندق بالتأكيد مختلفة من حيث المساحة ونوعية الأثاث وكذلك الخدمة,فهو يعلم أن ما يدفعه من تكاليف إضافية يجد مقابلها جودة وفخامة أفضل .
لكن ما يثير الاستغراب هو حال بعض السائحين الخليجين الذين يحرصون على جلب سيارتهم الفاخرة من بلادهم إلى البلد الذي يقصدونه للسياحة , فالتكاليف المرتفعة للشحن,وكذلك المدة الزمنية اللازمة لوصول السيارة,جميعها أمور لا تستحق هذا العناء,فالسائح عندما يذهب إلى لندن مثلاً أو باريس,لا يحتاج إلى سيارته إلا نادراً,فالطرقات هنالك ضيقة والتنقل اغلب ما يكون بواسطة الحافلات أو القطارات ,والأماكن السياحية في اغلبها تكون مخصصة للمشاة فقط ,فلماذا كل هذا العناء ؟
في لقاء أجرته قناة العربية مع الخليجين الذين جلبوا سيارتهم إلى مدينة لندن كانت أغلب تعليقات أصحاب هذه السيارة الفارهة سطحية للغاية أو كما يقال عنهم بالعامية " مهايطية " فهم يقولون أنهم يجدون متعة في جلب سيارتهم معهم,وإنهم عبارة عن مجموعات من كل دول الخليج,وكل فرد من هذه المجموعات يفخر بسيارته التي هي الأغلى ثمناً,والتي تقف في احد الشوارع القريبة من الأماكن السياحية لجذب الأنظار حول هذه السيارة ومن هو مالكها,فبعض الأجانب يأتون لالتقاط صور لهذه السيارات الخليجية الفارهة,وما يزيد الأمر سوء أن مجموع المخالفات المرورية التي حصل عليها أصحاب هذه السيارات خلال السنتين الماضية تقارب الستة مليون دولار !!
لو كان هؤلاء الشباب الخليجين يشاركون في مسابقة للسيارات الفارهة لكن الأمر مقبول,لكن في الحقيقة هي فقط حب للتباهي ,لا يجني منها الشخص أي فائدة حقيقة ,بالإضافة إلى ذلك قد يكون هؤلاء عرضت للخطر من قبل احد العصابات,إذا علمنا أن بعض السيارات تتجاوز قيمتها 3 مليون دولار أمريكي !!
في الأخير استمتعوا بالسفر وأنفقوا ما تجدون له مقابل من غير بذخ أو فقط لجذب الأنظار,وما أخشاه في المستقبل أن أجد بعض الخليجين يستأجرون سيارات فاخرة لتقليد هؤلاء,ويزداد عدد المهايطية الخليجين في الخارج !!