إعانة البطالة !!

مازالت بلادنا بحاجة إلى توفير عدد أكبر من فرص العمل، فليس كل الشباب جامعيون ! ولا ينبغي تبني هذا التوجه وإلا سنظل نفتقر إلى الحرفيين مدى الجياة . وإن كنا نظن أن في برنامج حافز (خيراً) للقضاء على البطالة فإنا والله لخاسرون . فالفجوة تتسع بين توفر الوظائف وحجم القدرات والامكانات للراغبين بالوظيفة فما بالكم أصلاً بندرة الوظائف المرغوبة لدى كثير من المواطنين ! ومابالكم بمعونة تمنح بعد ألف شرط وشرط وتظل منحة مؤقتة لا نعلم لها أمدا.

وفي ظل أحقية كل مواطن (ة) بفرصة عمل ومقعد دراسة وسرير علاج ، نجد أن تخصيص منحةٍ مشترطة للعاطلين المؤهلين أو ضعيفي التأهيل ووضع استثناءات لبعض الفئات من باب التحفيز أو التعويض، ليس بالحل الناجع للمعضلة وأعتبره كتناول حبوب (البلاسيبو) الوهمية (بمحض الإرادة) وتخيل الخلاص من الألم بينما الأمر اعتبار نفسي يخدعنا ونقبل خداعه لأنه يسكّن دون أن يعالج المشكلة من جذورها .

كيف نمنح العاطل عن العمل الفخر بالبطالة وتراه فرحاً يعلن على الملأ بأنه من المستفيدين من برنامج (حافز) ؟ وفي رأيي أن البرنامج ينمي ثقافة الاعتماد والدعّة على افتراض أن مبلغ الألفيّ ريال سيوفر الحد الأدنى من مستلزمات العيش للمستفيدين منه ! وعلى المدى البعيد سيعتاد غير العاملين على استجداء معونة حافز مع الاجبار على حضور دورات تدريبية لا ندري ولا يدرون أثر مخرجاتها ، فعلى سبيل المثال: هناك 12 شرط لاستحقاق صرف الاعانة منشورة على موقع حافز ! ولا يوجد بينها شرط عدم تجاوز سفريات (طالب الإعانة) للسياحة والاستجمام أو لأي سبب آخر عن شهرين! فشرط الإقامة في السعودية يستلزم عشرة أشهر قبل أو بعد الحصول على إعانة . فهل الشروط هذه واقعية أو منطقية أو مقبولة ؟

معدل البطالة في ارتفاع وهذا مؤشر على تزايد صعوبات هذه المرحلة في عمر بلادنا، وهناك فرص وبرامج ومبادرات، وهناك شباب (يفرح القلب) يأمل ويتعلم ويتمنى .. وهناك قطاع خاص نأمل منه مضاعفة المشاركة والاستثمار في المواطن السعودي . ما نحتاجه في المرحلة القادمة هو صياغة أجندة وطنية تشخص واقع البطالة وأسباب استمرارها وتفاقمها ، ولا بد من دعم الكفاءات بالتمكين من ممارسة العمل المجزي الشريف. ولا بد من التركيز الجوهري على إيجاد حلول لهذه المشكلة عاجلاً مؤملين ألا تنفجر كالقنبلة الموقوتة.

هناك من يرى واقعنا إنحداراً وفوضى وهناك من يراه في قمة الرفاهية والرغد ولكننا إن اقتنعنا أن الحل بأيدينا لا بيد (عمرو) أو برامجه المؤقتة، وأن ما سيوفره سوق العمل من وظائف يتطلب المزيد من التركيز على تزويد طالبي العمل من المهارات وتعزيز القدرات وتوفير أفضل الامكانات ، عندها لن يكون (حافز) مجرد تحصيل حاصل !

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي