دماء على الأسفلت

أين رجال المرور من هذه الأحداث الدامية.. التي تقع كل يوم في شوارعنا.. كيف يتم سفك دماء الأبرياء بسبب سائق متهور؟!
إن الحادث المروري المروع الذي وقع في مدينة جدة يوم الإثنين قبل الماضي وأدى إلى وفاة شخصين وإصابة 12 شخصا في قلب مدينة جدة بشارع التحلية التجاري جاء نتيجة التهور غير المسبوق في هذه المنطقة من قبل سائق السيارة، حيث كان يسير بسيارته بسرعة 180 كيلومتراً في الساعة في شارع من أهم الشوارع التجارية والحيوية في مدينة جدة، فأين كان رجال المرور في هذا الوقت؟!
وفي رأيي المتواضع يعتبر هذا الحادث المروري نوعاً من القتل العمد؛ أن يقود شخص ما سيارته بهذه السرعة المجنونة غير المسبوقة في وسط هذا الشارع التجاري، ويتسبب في كل هذه الأضرار البشرية والمادية، ويحاسب على أن الحادث مجرد حادث مروري، إنه ليس حادثا مروريا فقط، ولكنه جريمة أدت إلى قتل أكثر من إنسان، وإصابة 12 شخصا بعضهم في حالة خطرة، وقد يتسبب لهم هذا الحادث في إصابات وإعاقات دائمة طوال حياتهم.. والرأي الفاصل طبعا للقضاء الذي سوف يقول كلمته في هذه القضية حتى تكون الأحكام عبرة لمن يعتبر من هواة السرعة الجنونية القاتلة، وما أكثرهم في شوارعنا لغياب المتابعة والتصدي لهم من قبل رجال المرور.
الإنسان يتوقع لو كان مسافرا على الخطوط السريعة في أي بلد أن يصادف سائقا متهورا، فيأخذ حذره دائما وأبدا على الطرق السريعة، أما أن يكون الإنسان آمنا في سيارته وسط المدينة بل وسط أكبر وأهم شارع تجاري، وفي المسار الصحيح، وفجأة يظهر لك وحش كاسر في صورة قائد سيارة يسير بسرعة جنونية 180 كيلومتراً في الساعة، فهذا لا يمكن توقعه.
لقد لوحظ أخيرا اختفاء دوريات المرور في الشوارع والاكتفاء بكاميرا "ساهر"، ونأمل من مدير عام المرور إعادة انتشار دوريات المرور في الشوارع الرئيسة والخلفية وبشكل ظاهر للعيان حتى يرتدع كل متهور عندما يشاهد الدوريات السيارة المنتشرة في كل الأوقات.. كاميرا "ساهر" وحدها لا تكفي لإيقاف حوادث القتل المرورية التي أصبحنا نشاهدها بشكل يومي في شوارعنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي