ضيوف جدد على الإعلام السعودي

حملت لنا الأيام الماضية خبرين إيجابيين، الأول عن إنشاء الجمعية السعودية لكُتاب الرأي، والآخر عن تأسيس جمعية الإعلام الإلكتروني، والتي تهدف إلى دعم وتشجيع وتطوير قدرات العاملين في مجال الإعلام والنشر الإلكتروني، وبذلك يكون معشر الصحافيين السعوديين قد ''حظوا'' بثلاث جمعيات مجتمع مدني خاصة بهم، بعد هيئة الصحافيين، وربما يكون القطاع السعودي الوحيد الذي لديه هذا العدد من مؤسسات المجتمع المدني، ويتم انتخاب أعضائها كافة، مقابل قطاعات عريضة عدة لا توجد لديهم جمعية مهنية واحدة، وهو ما نأمل حدوثه قريبا.
ومع تقديري لتحفظ بعض الزملاء بشأن توسيع دائرة الجمعيات المعنية بهموم الصحافيين، بدلا من الاكتفاء بواحدة تكون مظلة لجميع العاملين في الإعلام السعودي، فإن مثل هذا التقسيم قد يكون ضروريا، على الأقل في المرحلة الراهنة، فلا أظن أن هيئة الصحافيين قادرة، بوضعها الحالي، على تقديم خدماتها ودعمها لكل أذرع الإعلام المحلي، لذا نحن بأمس الحاجة إلى التخصص في إنشاء هذه المؤسسات، إلى أن يعتاد أعضاؤها كيفية أداء واجباتهم وحفظ حقوقهم من خلالها، ولا مانع فيما بعد من دمج هذه المؤسسات أو الجمعيات، إن كانت هناك حاجة إلى ذلك.
ومع تقسيم العاملين في الإعلام السعودي إلى ثلاث جمعيات مهنية، تكون الكرة قد رُميت في ملعبنا، نحن الصحافيين، باعتبارنا نحن مَن يدير هذه الجمعيات، وبالتأكيد نحن أيضا من نجني نجاحها أو نجتر فشلها، وآمل ألا تتكرر تجربة هيئة الصحافيين مع الجمعيتين الوليدتين، وأعني أن أغلبية مَن هاجم (الهيئة) لا يشارك في أعمالها، بل غير منتم لها، ولعل الانتخابات الأخيرة كشفت لنا حقيقة تعاطي هؤلاء، في ظل عزوفهم عن القيام بأقل القليل، وهم الذين لم يتكبدوا حتى عناء المشاركة في التصويت لمجلس الإدارة الجديد.
ولأننا مجتمع حديث على مؤسسات المجتمع المدني فلا أقل من السعي الحثيث للمشاركة الإيجابية بدلا من تعزيز السلبية التي هي ديدن البعض منا دون أن يعلم أنه هو كذلك، فعلى سبيل المثال، في الجمعية العمومية الأخيرة لهيئة الصحافيين، كنت أجلس في مؤخرة الصفوف برفقة الزميل الأستاذ قينان الغامدي رئيس تحرير ''الشرق''، وكانت مفاجأتنا عظيمة وملاحظتنا واحدة، فعندما بُدئ بسرد بنود الاجتماع، كان الملل والضجر باديا على البعض من حضور الجمعية، وكان صوت هؤلاء مسموعا وهم يقولون: متى ننتهي من هذه البنود ونتجه للتصويت للانتخابات و''نخلص''، بل حتى أولئك الذين كانوا يهاجمون مجلس الإدارة بشكل دائم، اكتفوا بالسكوت المطلق ولم ينبسوا ببنت شفة خلال الجمعية العمومية!
إذا كان مجتمعنا السعودي لا يزال ''يحبو'' في منظومة الوصول لمؤسسات مجتمع مدني مثالية، فإن على الصحافيين جميعا الدور الأكبر في نجاح جمعياتهم المهنية وهو ما يؤدي إلى تقديم صورة نموذجية لما يمكن أن تكون عليه هذه المؤسسات. خوفي أن نتشجع كثيرا لتأسيس جمعيات مشابهة، ونتحمس أكثر لإجراء الانتخابات، ثم تدور الدائرة ويكون هناك طرفان يتواجهان، مجلس إدارة يُحمّل المسؤولية بالكامل، وأعضاء يؤمنون أن هذه الجمعية لا تمثلهم ولا تعنيهم، كحالنا في هيئة الصحافيين السعوديين!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي