هناك فرقٌ شاسع ..!
بعد عناء الدراسة الجامعية تمتلئ حياة الخريج بالسعادة ويتجدد نشاطه ليسجل اسمه ضمن القائمة الطويلة لبرنامج " جدارة " ويبنى آماله ويختصر مشاريعه التي دونها في ورقة صغيرة في حال حصوله على الوظيفة الفورية ، ايضاً منتقلاً لوزارة اخرى تقدم برنامج آخر يدعى بـ " حافز " مليء بالشروط ويحتاج الى تحديث اسبوعي مرهق والتأكد من الاهلية بين حينة و اخرى.
بعد عدة اشهر من التخرج ، حصل على الخريج على وظيفة بسيطة في احدى الشركات او المؤسسات التي يترأسها احد الوافدين ويقدم له اقل من الراتب الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين وهو 3000 ريال ، وايضاً يوم الخميس يجب أن يكون خلف اسوار الشركة ، لم يجد الخريج من يصف بجانبه ويأخذ حقه فقد تبددت احلامه و ازداد خوفه من أن تتكرر الأزمة الاقتصادية العالمية مرة أخرى. أصبح يعمل على تشجيع نفسه بأن يكون أكثر قناعةً بالواقع المرير الذي يعيشه.
بعد عدة سنوات من العمل بالقطاع الخاص ، أظهرت نتائج التعيين بالدوائر الحكومية ، أستقبل رسالة نصية من الوزارة مفادها "يجب تسليم المؤهلات لتباشر عملك" فرحة عارمة وسعادة لاتوصف كيوم التخرج . سارع بتسليم الاوراق و تسارعت الايام وباشر عمله في الدائرة الحكومية مسروراً وبدأ بالتخطيط من جديد لحياته العلمية و الاجتماعية. وأثناء حديثه عن الرواتب الشهرية مع زميله المهندس من جنسية اخرى بإنهم يتسلمون مبلغ وقدره من 18 الف الى 45 الف ريال شهريا ، ويتجاوز عدد المهندسين المشرفين على المشاريع الحكومية أكثر من 20 الف مهندس.
لا أخفي عليكم ، المهندسين السعوديين يتسلمون مبلغ وقدره 6 الاف ريال شهرياً و لايتجاوز عددهم أكثر من خمسة الاف مهندس يعملون بالقطاع الحكومي .
هناك فرقٌ شاسع بين المرتبات التي يتسلمها الوافدين وبين مرتبات ابناء الوطن الذين يملكون المهارات لدفع عجلة التنمية في مملكتنا الغالية ، فيجب النظر في ذلك .. !