الطلاق .. ظاهرة تستدعي البحث
ورد عن رسولنا عليه الصلاة والسلام "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ".والزواج علاقة مميزة تعد من أجمل وأرقى العلاقات الاجتماعية التي تبني المجتمع وتحافظ على سلامة النفس والبدن.
ولكن ما يؤسف مؤخراً هو ارتفاع نسبة الطلاق، وخاصة بين حديثي الزواج.ومما لا شك به أن ارتفاع نسبة الطلاق مؤشر سلبي ونذير شر لمستقبل المجتمع،وينبئ عن خلل في تركيب الشخصية لدى أفراد المجتمع.
وقد صُدمت حين نقل لي أحد الأصدقاء وهو يعمل في محكمة شرعية بإحدى محافظات الرياض، أن المحكمة لديهم تنفذ أسبوعيا مالا يقل عن ست حالات طلاق.وهذا أمر مقلق في مجتمع لا يتجاوز تعداده السكاني خمسة وثلاثون ألف نسمة.فإذا كان هذا حال المحافظات الصغيرة،فكيف إذا بالمدن الرئيسية التي بات الجميع يلاحظ فيها نسب الطلاق والمشاكل التي تتبعها بشكل ملفت.
فلا بد على كل مُقبل على الزواج أن تتوفر لديه ثقافة هذه العلاقة، والوعي الكافي بأن الحياة التي سيخوض غمارها لبقية عمره ليست كماضي الأيام التي عاش فيها حراً طليقاً.فللأسف البعض من الشباب يتزوج،ويريد أن يمارس حياته كزوج في حدود الساعات القليلة التي يقضيها في المنزل،ويعيش في ذات الوقت حياة الشاب العازب الذي لا يرفض عروض أصدقائه للسهر والسفر بلا حدود.وكذلك الفتيات حين ينتقلن لبيت الزوجية،وهن يعتقدن أنها ذات الحياة التي يعشنها تحت كنف الأم والأب،فلا تريد أن تتحمل مسؤولية منزل وزوج وبالمقابل تطالب بكامل الحقوق والواجبات من شريكها.
وقد آن الأوان بأن يتم التعامل مع حالات الطلاق كظاهرة تستدعي البحث والعلاج.وأعتقد أن ما سمعنا عنه في ماليزيا والمتمثل في دورة عن الحياة الزوجية لا يتم عقد الزواج إلا بها،أمر جيد وخطوة رائعة في تهيئة البيت الذي يفترض أن يمد المجتمع بكل ما هو إيجابي ونافع.